منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#41413
أحداث سبتة ومليلة الأخيرة كشفت عن عقم سياسة الأسلاك الشائكة، وأظهرت الحاجة إلى حلول واقعية لمشكلة الهجرة. ودراسة أوروبية جديدة تقدر عدد المهاجرين في أوروبا بستة ملايين مهاجر من جنوب البحر المتوسط يعيش غالبيتهم في ألمانيا








تدفق "المهاجرين غير الشرعيين" نحو أوروبا عبر البوابة الجنوبية للقارة أدى إلى إثارة قضية الهجرة على المستوى الأحادي أو مستوى مؤسسات الاتحاد الأوروبي عموما. وخلقت المواجهة بين الشرطة والمهاجرين إضافة إلى مقتل عدد من المهاجرين على الحدود بين المغرب وأسبانيا توجها أوروبيا وعالميا يطالب بحلول عملية وأكثر واقعية. كما أدركت الحكومات الغربية أن الأسوار والأسلاك الشائكة التي يحتمي خلفها الأغنياء ليست حلا ولا حائلا أمام الآلاف من الفقراء القادمين عبر الصحراء والأدغال والذين كلما ارتفعت السياجات كلما زادوا تصميما على اجتيازها هروبا من واقع أسوا.



أسبانيا تبحث عن دعم أوروبي



المهاجرون غير الشرعين "شبح" يقض مضاجع الدول الاوروبيةتبحث أسبانيا، المحطة الرئيسية لوصول المهاجرين من القارة الأفريقية، عن دعم أوروبي في التصدي لتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق طالب رئيس الوزراء الأسباني خوسية رودريجوز ثباتيرو في لقاء جمعه ومثيله الفرنسي دومينيكو دي فيليبان بعدم ترك أسبانيا تواجه هذه المشكة لوحدها. وشدد ثباتيرو على أن المشكلة لا تخص بلاده وحدها بل إنها مشكلة الاتحاد الأوروبي بكامله، حسب تعبيره. من جانبه اعتبر رئيس الحكومة الفرنسي أن "هذه المشكلة لا تستطيع دوله بمفردها على مواجهتها" بل هي مسؤولية أوروبا بكاملها. وتعتزم الحكومتان الأسبانية والفرنسية التقدم بخطة مشتركة ضد الهجرة غير الشرعية الى لقاء القمة الأوروبي غير الرسمي الذي سيعقد في نهاية الشهر الجاري في لندن. الخطة تقترح الى جانب تشديد الرقابة المشتركة على الحدود أيضا وقبل كل شيء انتهاج سياسة تعاون تنموية مع الدول المصدرة للمهاجرين.



التنمية في مواجهة الهجرة



الفقر يدفع الناس الى ترك بلدانهمالتطورات الأخيرة وموجات المهاجرين فرضت على الحكومات الأوروبية إعادة التفكير في سياسة مشتركة من شانها المساعدة على التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية ووقف تدفق المهاجرين من الدول الفقيرة. ويأتي في هذا السياق طرح مسألة المساعدة في تنمية الدول المصدرة للمهاجرين والدول التي تشكل منطقة عبور في مقدمة الحلول المقترحة. ويعتقد الخبراء بان الدول الغربية تتحمل مسؤولية أخلاقية وتاريخية تجاه الدول الفقيرة عموما والقارة الأفريقية بوجه خاص فيما يتعلق بالمساعدة في بتنمية هذه البلدان ودعم الأمن والاستقرار فيها. ويعتقد مانفيلي رامفيلي المسؤول السابق بالبنك الدولي أن إعفاء الديون وسياسات التجارة الأكثر عدالة ستجعل البقاء في الأوطان أكثر جاذبية من الهجرة وبالتالي فلن يحتاج الناس "للقفز في البحر المتوسط بحثا عن فرصة عمل أفضل".



القضية تثقل كاهل العلاقات المغربية ـ الجزائرية



هؤلاء يطلق عليهم مهجرون "غير شرعيين"في الإطار المغاربي تحولت قضية "المهاجرين السريين" الى ملف ساخن في العلاقات بين كل المغرب والجزائر ومجال لتبادل الاتهامات بين البلدين. إذ يتهم المغرب الجزائر بعدم القيام بمسؤوليتها في ما يتعلق بعبور المهاجرين من أراضيها. وتقول الرباط إن الجزائر وجبهة البوليساريو تقومان باستغلال المهاجرين لأغراض دعائية، "بهدف توظيفهم في نزاع الصحراء" حسب تعبير رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو. وهو ما نفته الجزائر التي أعلنت بدورها تكثيف جهودها للتصدي للهجرة غير الشرعية.



5.8 مليون مهاجر في أوروبا غالبيتهم في ألمانيا



مهاجر كاد ان يفقد حياته أغلبية المهاجرين الذين ينحدرون من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط يعيشون في ألمانيا، منهم حوالي 2.15 مليون شخص ينحدرون بدرجة أساسية من تركيا والمغرب ولبنان، كانت هذه نتيجة دراسة أعدها معهد Carim الذي يمول من قبل الاتحاد الأوروبي. ويعيش في دول الاتحاد الإتحاد الأوروبي ما يقارب 5.8 مليون مهاجر من منطقة البحر الأبيض والشرق الأدنى. ثلاثة أرباعهم في ألمانيا وفرنسا. نصيب ألمانيا وحدها منهم 37%. بينما تتوزع بقية النسبة على كل من هولندا وأسبانيا وايطاليا. وينحدر هولاء المهاجرين من تركيا (2.65 مليون) والمغرب (1.63 مليون) والجزائر (0.76 مليون. ومن حيث تصنيف المهاجرين حسب المستوى التعليمي تشير الدراسة الى أن دول الاتحاد الأوروبي اقل جذبا للكفاءات العلمية مقارنة بالولايات المتحدة وكندا التي يشكل الجامعيون نسبة 56% من اجمالي المهاجرين. بينما تشكل نسبة المتدنين تعليميا آو غير المتعلمين نسبة 87 % من المهاجرين الى الاتحاد الأوروبي.