- السبت ديسمبر 24, 2011 1:48 pm
#45578
..
من المفترض وبعد كل هذه التجربة وكل هذه الخبره وكل هذه (البهدلة) التي عانها هذا الشعب الليبي (المحروم) جراء تعريضه لعمليات التجريب والفك والتركيب والخض والتقليب أن نكون قد وصلنا إلى معرفة حقيقة ومصدر الخلل الرئيسي في الأزمة الحالية التي يتخبط فيها الشعب الليبي! .. والمصدر معروف بالنسبة لي ولكثير من الليبيين والمراقبين المحايدين .. مصدر كل هذه الأزمة العمرانية والإنسانية في ليبيا! .
عموما ً أعتقد - ومن وجهة نظري - أن الحديث عندما يكون أكاديميا ً ينبغي على المتحدث أن يبتعد عن العبارات المطاطة غير المنضبطة علميا ومنها عبارة (الجماهير!!؟؟) هذه .. والصحيح أن يكون هنا الحديث عن (المواطنين) لا (الجماهير) .. فليس ثمة كائن حقيقي في الواقع الفعلي يشكل كتلة واحدة ولها إرادة موحدة ووعي واحد إسمها (الجماهير)! .. فعبارة (الجماهير) كلمة أدبية غامضة ومطاطة وخادعة وجرت على الكثير من المثقفين والمفكرين الكثير من الأوهام والأخطاء الفكرية! .
إن الشعارات السياسية والإيديولوجية (الشكلانية الطوباوية) كالتي تلقفها العقيد القذافي من مدارس الفكر الشيوعي والفوضوي والإشتراكي المتطرف ربما تكون جميلة من حيث الشكل وتكون نبيلة من حيث القصد ولكن – وللأسف الشديد – ليس كل ماهو جميل في الواقع هو منتج ومفيد بالضرورة بل بالعكس قد يكون في بعض الحالات جميل وضار ! .. فهذه الشعارات (الفوضوية) و(الثوروية) التي إستوردها العقيد القذافي ورفعها كواجهات للنظام ساهمت بشكل أساسي – لاحظ أنني أقول بشكل أساسي ! - في خلق هذه الأزمة وهذه الفوضى العارمة التي يتخبط فيها أهلنا .
إن المشكلة الرئيسية في ليبيا اليوم قطعا ً ليست مشكلة إدراية بالأساس بل هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى ! .. نعم هناك مشاكل إدارية وتخلف إداري وإجتماعي لكنها ليست هي المشكلة الرئيسية .. فالمشكلة الرئيسية في ليبيا اليوم هي مشكلة سياسية وهي تتجسد أولا ً في هذه القيادة السياسية الحالية المتقلبة وغريبة الأطوار ومالها من طموحات شخصية ومشروعات فردية (غير وطنية !) في الزعامة والفخامة الإقليمية والدولية بشكل محموم وملحوظ !!!! .. هذه القيادة العليا للدولة التي تنفق في محاولاتها لتحقيق هذه الطموحات الشخصية (المستحيلة) من عمر وثروة الليبيين ومن طاقة الدولة الليبية بل وعلى حساب طموحات الليبيين الفعلية وتطلعاتهم الحقيقية والتي ليس من بينها قطعا ً - لاحظ أنني أقول قطعا ً - لا إقامة الدولة الفاطمية الثانية ولا الولايات الإفريقية المتحدة ولا نشر الكتاب الأخضر - فكر معمر القذافي - في العالم ولا هم يحزنون !! .
فالمشكلة الرئيسية - إذن - التي تسبب كل هذه الإعاقة للشعب الليبي وكل هذه الأزمة تتجسد في رأس الدولة وقيادتها الحالية .. هذه حقيقة واضحة من ينكرها فعليه مراجعة طبيب العيون ! .. هذه القيادة - ذات المزاج المتقلب ! - التي تتمتع بصلاحيات واسعة ومطلقة غير محكومة لا بدستور ولا بإرادة الجمهور! …..
فهذا هو تحليلي ورأي من حيث أصل المشكلة والأزمة في ليبيا اليوم أما حديث دكتورنا العزيز (*) عن (الحكم المحلي) - وبغض النظر عن مصطلحات الجماهير ما الجماهير ؟ - فهو بلا شك كلام جيد أوافقه عليه – بشكل عام - فلابد أن تتمتع كل مدينة في ليبيا بإستقلالية تشريعية ومالية وإدارية عن المركز الوطني فتكون كل مقاطعة أو محافظة وكل مدينة تتمتع بحكم محلي .. وهذا النظام – أي الحكم المحلي - مطبق هنا في بريطانيا وفي عدة دول أوروبية منذ ما يزيد عن قرن وهو أسلوب ناجح في حل مشكلات المدن من خلال قياداتها المحلية ورقابة الأهالي لهذه القيادات ومحاسبتهم .. بل لو كان الأمر أمري لجعلت في كل مدينة في ليبيا مجلسا ً شعبيا ً محليا ً (برلمان) منتخب من قبل المواطنين في تلك المدينة (شعب المدينة) تنبثق عنه (إدارة محلية) سمها ماشئت (حكومة محلية) (مجلس إدارة المدينة)( لجنة الحكم المحلي)(رئاسة المدينة) بحيث تكون هذه القيادة وهذه الإدارة المحلية مسؤولة أمام ممثلي وأمناء ونقباء شعب المدينة وخاضعة لرقابة شعب المدينة وللصحافة المحلية ……
هذا تصوري للحكم المحلي ولكن كل هذه الأمور تبقى شكلية وغير فعالة ما لم تتحقق الحرية السياسية الفعلية لكل المواطنين فيعبرون عن أرائهم وخياراتهم بكل حرية وأمان بما فيها تلك الأراء التي تنتقد - بلطف أو شده - القيادة على المستوى المحلي - قيادة المدينة - أو القيادة على المستوى الوطني - قيادة الدولة - المنصب الذي يتولاه العقيد معمر القذافي حاليا ً - ودون توفر هذه (الحريات) فلا جدوي من كل هذه الشكليات والآليات ! .. فهي ستكون عبارة عن شكل بلا مضمون او جسم بلا روح ! .. فحتى الديموقراطية الشعبية المباشرة كما وردت في نصوص الكتاب الأخضر لم يتم تطبيقها بالفعل حرفيا ً وإنما بالشكل فقط بل وحتى من الناحية الشكلانية لم تتم وفق نص النظرية بلا زيادة ولا نقصان ! .. فليس في نص النظرية وجود لشئ أو منصب أسمه (قيادة الثورة ) ! .. هذه القيادة التي تتمتع بصلاحيات واسعة خرافية مطلقة تحت شعار ودعوى (الشرعية الثورية) و(الثورة المستمرة) تخولها أن تجر الشعب (السيد!؟) بالسلاسل نحو (الجنة) المزعومة في ليبيا أو إفريقيا لأن الشعب – على حد تعبير القايد في إحدى خطاباته - (مش عارف مصلحته)!!!؟؟ .. هذه الصلاحيات السياسية والمالية والتصرفات الفعلية التي يتمتع بها العقيد معمر القذافي في ليبيا بدولتها وشعبها والتي لا يتمتع بها بل بعشرها رئيس الولايات المتحدة الإمريكية ولا ملكة بريطانيا ولا أي ملك من ملوك الدنيا اليوم !!!!! .. وكذلك لا نجد ذكرا ً في نص النظرية لشئ إسمه حركة سياسية منظمة إسمها حركة اللجان الثورية تحمي الشعب وتمثل الرقيب الرهيب المرعب للشعب السيد نفسه وتقوم بتنفيذ أمر القيادة (الأممية الملهمة الحكيمة) بنصب أعواد المشانق وسط المدارس والجامعات لكل من عارض سيادة (القايد الملهم الفريد) وعارض فكره وسياساته في الداخل والخارج !! …..
فالعبرة –إذن – في المحصلة ليس بالنظريات وبالآليات ولا هي بالشكليات الفخمة والجميلة والشعارات الضخمة والنبيلة بل بالممارسات الفعلية وبالحقائق الملموسة التي تجري على الأرض …. فما لم تتوفر (الحريات السياسية) بالفعل في الواقع العملي واليومي في كل الشعارات ستظل عبارة عن حبر على ورق !
من المفترض وبعد كل هذه التجربة وكل هذه الخبره وكل هذه (البهدلة) التي عانها هذا الشعب الليبي (المحروم) جراء تعريضه لعمليات التجريب والفك والتركيب والخض والتقليب أن نكون قد وصلنا إلى معرفة حقيقة ومصدر الخلل الرئيسي في الأزمة الحالية التي يتخبط فيها الشعب الليبي! .. والمصدر معروف بالنسبة لي ولكثير من الليبيين والمراقبين المحايدين .. مصدر كل هذه الأزمة العمرانية والإنسانية في ليبيا! .
عموما ً أعتقد - ومن وجهة نظري - أن الحديث عندما يكون أكاديميا ً ينبغي على المتحدث أن يبتعد عن العبارات المطاطة غير المنضبطة علميا ومنها عبارة (الجماهير!!؟؟) هذه .. والصحيح أن يكون هنا الحديث عن (المواطنين) لا (الجماهير) .. فليس ثمة كائن حقيقي في الواقع الفعلي يشكل كتلة واحدة ولها إرادة موحدة ووعي واحد إسمها (الجماهير)! .. فعبارة (الجماهير) كلمة أدبية غامضة ومطاطة وخادعة وجرت على الكثير من المثقفين والمفكرين الكثير من الأوهام والأخطاء الفكرية! .
إن الشعارات السياسية والإيديولوجية (الشكلانية الطوباوية) كالتي تلقفها العقيد القذافي من مدارس الفكر الشيوعي والفوضوي والإشتراكي المتطرف ربما تكون جميلة من حيث الشكل وتكون نبيلة من حيث القصد ولكن – وللأسف الشديد – ليس كل ماهو جميل في الواقع هو منتج ومفيد بالضرورة بل بالعكس قد يكون في بعض الحالات جميل وضار ! .. فهذه الشعارات (الفوضوية) و(الثوروية) التي إستوردها العقيد القذافي ورفعها كواجهات للنظام ساهمت بشكل أساسي – لاحظ أنني أقول بشكل أساسي ! - في خلق هذه الأزمة وهذه الفوضى العارمة التي يتخبط فيها أهلنا .
إن المشكلة الرئيسية في ليبيا اليوم قطعا ً ليست مشكلة إدراية بالأساس بل هي مشكلة سياسية بالدرجة الأولى ! .. نعم هناك مشاكل إدارية وتخلف إداري وإجتماعي لكنها ليست هي المشكلة الرئيسية .. فالمشكلة الرئيسية في ليبيا اليوم هي مشكلة سياسية وهي تتجسد أولا ً في هذه القيادة السياسية الحالية المتقلبة وغريبة الأطوار ومالها من طموحات شخصية ومشروعات فردية (غير وطنية !) في الزعامة والفخامة الإقليمية والدولية بشكل محموم وملحوظ !!!! .. هذه القيادة العليا للدولة التي تنفق في محاولاتها لتحقيق هذه الطموحات الشخصية (المستحيلة) من عمر وثروة الليبيين ومن طاقة الدولة الليبية بل وعلى حساب طموحات الليبيين الفعلية وتطلعاتهم الحقيقية والتي ليس من بينها قطعا ً - لاحظ أنني أقول قطعا ً - لا إقامة الدولة الفاطمية الثانية ولا الولايات الإفريقية المتحدة ولا نشر الكتاب الأخضر - فكر معمر القذافي - في العالم ولا هم يحزنون !! .
فالمشكلة الرئيسية - إذن - التي تسبب كل هذه الإعاقة للشعب الليبي وكل هذه الأزمة تتجسد في رأس الدولة وقيادتها الحالية .. هذه حقيقة واضحة من ينكرها فعليه مراجعة طبيب العيون ! .. هذه القيادة - ذات المزاج المتقلب ! - التي تتمتع بصلاحيات واسعة ومطلقة غير محكومة لا بدستور ولا بإرادة الجمهور! …..
فهذا هو تحليلي ورأي من حيث أصل المشكلة والأزمة في ليبيا اليوم أما حديث دكتورنا العزيز (*) عن (الحكم المحلي) - وبغض النظر عن مصطلحات الجماهير ما الجماهير ؟ - فهو بلا شك كلام جيد أوافقه عليه – بشكل عام - فلابد أن تتمتع كل مدينة في ليبيا بإستقلالية تشريعية ومالية وإدارية عن المركز الوطني فتكون كل مقاطعة أو محافظة وكل مدينة تتمتع بحكم محلي .. وهذا النظام – أي الحكم المحلي - مطبق هنا في بريطانيا وفي عدة دول أوروبية منذ ما يزيد عن قرن وهو أسلوب ناجح في حل مشكلات المدن من خلال قياداتها المحلية ورقابة الأهالي لهذه القيادات ومحاسبتهم .. بل لو كان الأمر أمري لجعلت في كل مدينة في ليبيا مجلسا ً شعبيا ً محليا ً (برلمان) منتخب من قبل المواطنين في تلك المدينة (شعب المدينة) تنبثق عنه (إدارة محلية) سمها ماشئت (حكومة محلية) (مجلس إدارة المدينة)( لجنة الحكم المحلي)(رئاسة المدينة) بحيث تكون هذه القيادة وهذه الإدارة المحلية مسؤولة أمام ممثلي وأمناء ونقباء شعب المدينة وخاضعة لرقابة شعب المدينة وللصحافة المحلية ……
هذا تصوري للحكم المحلي ولكن كل هذه الأمور تبقى شكلية وغير فعالة ما لم تتحقق الحرية السياسية الفعلية لكل المواطنين فيعبرون عن أرائهم وخياراتهم بكل حرية وأمان بما فيها تلك الأراء التي تنتقد - بلطف أو شده - القيادة على المستوى المحلي - قيادة المدينة - أو القيادة على المستوى الوطني - قيادة الدولة - المنصب الذي يتولاه العقيد معمر القذافي حاليا ً - ودون توفر هذه (الحريات) فلا جدوي من كل هذه الشكليات والآليات ! .. فهي ستكون عبارة عن شكل بلا مضمون او جسم بلا روح ! .. فحتى الديموقراطية الشعبية المباشرة كما وردت في نصوص الكتاب الأخضر لم يتم تطبيقها بالفعل حرفيا ً وإنما بالشكل فقط بل وحتى من الناحية الشكلانية لم تتم وفق نص النظرية بلا زيادة ولا نقصان ! .. فليس في نص النظرية وجود لشئ أو منصب أسمه (قيادة الثورة ) ! .. هذه القيادة التي تتمتع بصلاحيات واسعة خرافية مطلقة تحت شعار ودعوى (الشرعية الثورية) و(الثورة المستمرة) تخولها أن تجر الشعب (السيد!؟) بالسلاسل نحو (الجنة) المزعومة في ليبيا أو إفريقيا لأن الشعب – على حد تعبير القايد في إحدى خطاباته - (مش عارف مصلحته)!!!؟؟ .. هذه الصلاحيات السياسية والمالية والتصرفات الفعلية التي يتمتع بها العقيد معمر القذافي في ليبيا بدولتها وشعبها والتي لا يتمتع بها بل بعشرها رئيس الولايات المتحدة الإمريكية ولا ملكة بريطانيا ولا أي ملك من ملوك الدنيا اليوم !!!!! .. وكذلك لا نجد ذكرا ً في نص النظرية لشئ إسمه حركة سياسية منظمة إسمها حركة اللجان الثورية تحمي الشعب وتمثل الرقيب الرهيب المرعب للشعب السيد نفسه وتقوم بتنفيذ أمر القيادة (الأممية الملهمة الحكيمة) بنصب أعواد المشانق وسط المدارس والجامعات لكل من عارض سيادة (القايد الملهم الفريد) وعارض فكره وسياساته في الداخل والخارج !! …..
فالعبرة –إذن – في المحصلة ليس بالنظريات وبالآليات ولا هي بالشكليات الفخمة والجميلة والشعارات الضخمة والنبيلة بل بالممارسات الفعلية وبالحقائق الملموسة التي تجري على الأرض …. فما لم تتوفر (الحريات السياسية) بالفعل في الواقع العملي واليومي في كل الشعارات ستظل عبارة عن حبر على ورق !