- السبت مايو 05, 2012 10:21 pm
#50365
الكتل والجماعات السياسية في البحرين
سأتكلم في تقرير موجز الكتل والجماعات السياسية في البحرين.
قبل ظهور وتبلور الحركات والجماعات السياسية في البحرين والتي تمثلت في ثلاثة تيارات رئيسة: التيار القومي والماركسي والديني والتي ظهرت في الخمسينات من القرن المنصرم، شهد المجتمع البحريني منذ العشرينات عدة تحركات شعبية تحت وطأة استغلال الطبقة المنتجة الأساسية في المجتمع والمتمثلة في طبقة الغواصين والسماكين والبحارة والفلاحين• ففي عام 1923 ظهرت أول محاولة إصلاحية عندما اجتمع عدد من كبار التجار وزعماء القوى القبلية والدينية السنية في مدينة المحرق تحت اسم "المؤتمر الوطني"، وتقدم المجتمعون بلائحة تتضمن عددا من المطالب كان أبرزها انتخاب مجلس شورى من عامة الشعب ورفض التدخل البريطاني في شؤون البلاد الداخلية وتشكيل محكمة تنظر في الدعاوى المتعلقة بالغوص• ولكن لم يستجب الحاكم لهذه المطالب وأمر المقيم السياسي في الخليج أثناء زيارة للبحرين بإبعاد اثنين من ابرز قادة اجتماع المحرق إلى الهند وهما: عبدالوهاب الزياني واحمد بن لاجح وبقيا في الهند حتى توفيا• و يرجع البعض سبب عدم نجاح هذا التحرك إلى كونه يعبر عن مصالح شريحة معينة في الطائفة السنية وأنه لم يستوعب المصالح المشتركة للسنة والشيعة• كذلك فان هذا التحرك عبر عن مصالح كبار التجار والملاكين العقاريين ورجال الدين السنة المرتبطين بالحاكم ولم يعبر عن مصالح الطبقة الفقيرة • وفي 26 مايو عام 1932 انتفض الغواصون ضد مستغليهم وتصدت لهم السلطة بدعم من المستشارCharles Belgrave حيث ألقي القبض على عشرات من الغواصين المتمردين وتعتبر هذه الانتفاضة أول انتفاضة طبقية في تاريخ البحرين الحديث •
في عام 1938 تزعمت البرجوازية الوطنية الحركة الإصلاحية والتي نادت بإصلاح نظام الحكم، وكان من أبرز مطالبها إصلاح الوضع الإداري و تشكيل مجلس تشريعي• ولم يستجب الحاكم لهذه المطلب وأمر Charles Belgrave باعتقال قادة الحركة الإصلاحية وأعلن العمال تضامنهم مع قادة الحركة الإصلاحية حيث أعلنوا الإضراب وتبنوا المطالب الإصلاحية مضيفين إليها مطالب عمالية مثل زيادة الأجور ومساواتهم بالعمال الهنود• وفي عام 1954 تم تأسيس "الهيئة التنفيذية العليا" والتي كان لها دور رئيسي في التحرك الجماهيري الذي شهدته الساحة السياسية في البحرين والذي استمر ثلاث سنوات حيث تمكنت السلطة بعد ذلك من القضاء على هذه الحركة، وظهر من رحم "الهيئة التنفيذية العليا" عدد من التنظيمات السياسية السرية مثل "جبهة التحرير الوطني البحرانية" التي مثلت التيار الماركسي و"حزب البعث العربي الاشتراكي" و"حركة القوميين العرب" التي مثلت التيار القومي، وقد مثلت هذه التنظيمات المعارضة السياسية الرئيسة لنظم الحكم في البحرين حتى الوقت الحاضر• وعلى الرغم من تواجد التيار الديني السني ممثلا في "جماعة الإخوان المسلمين" في البحرين منذ أواخر الأربعينات حيث شكل الفرع المحلي "لجماعة الإخوان المسلمين" في البحرين عام 1948 قوة رمزية شاركت في القتال في حرب فلسطين• إلا أن هذا الاتجاه كان ضعيفا نتيجة المد القومي وسيطرته على الساحة السياسية في البحرين ومهادنة "جماعة الإخوان المسلمين" للسلطة السياسية• أما التيار الديني الشيعي فلم يكن له دور يذكر في الحياة السياسية وتشير الدكتورة منيرة فخرو إلى أن هذا التيار ظهر عام 1973 عندما نجح عدد من ممثلي الكتلة الدينية الشيعية في انتخابات المجلس الوطني، وكانوا يوجهون من قبل أصحاب القرار لمحاربة القوى الوطنية• ولكن بعد الإطاحة بنظام الشاه و انتصار الثورة الإسلامية في إيران ظهرت على الساحة السياسية تنظيمات دينية شيعية تعلن للمرة الأولى معارضة للنظام السياسي في البحرين واستطاعت هذه التنظيمات التي مثلت التيار الديني الشيعي مثل "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" و "حركة أحرار البحرين الإسلامية" استقطاب الجماهير الشيعية خاصة بعد أن رفعت الشعارات الدينية مما وفر لها التأييد من النظام الإسلامي في إيران•
أولا: بدايات الوعي القومي
تعتبر البحرين من أولى إمارات الخليج العربي التي برز فيها الشعور القومي العربي• يدلل على ذلك المفكر أمين الريحاني الذي زار البحرين في العشرينات من القرن الماضي حيث يقول: "في البحرين كما رأيت نهضة سياسية هي قرينة النهضة الأدبية أجل، إن في البحرين من ينشدون الوحدة العربية"• وقد كان لمؤسسات المجتمع المدني، التي ظهرت في وقت مبكر عن طريق انتشار التعليم وتأسيس الأندية الثقافية والروابط الشعبية وظهور الصحافة المحلية دور كبير في تشكل الوعي السياسي من خلال تنمية الثقافة القومية في المجتمع البحريني• ويشير إبراهيم خلف العبيدي إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في البحرين في تنمية الوعي السياسي في المجتمع البحريني بالقول: " إن موجة الشعور القومي التي غمرت البلاد العربية بعد الحرب العالمية الأولى وزادت حدتها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ما لبثت أن وصلت إلى شطآن الخليج فنهضت تتلمس طريقها إلى حياة حرة كريمة وكانت البحرين سباقة في هذا المضمار• فقد برز الشعور القومي في البحرين قبل غيرها من الإمارات الأخرى وذلك لظهور النفط فيها منذ أمد بالنسبة إلى بقية الإمارات، كما أن تأسيس النوادي والجمعيات وظهور الصحافة وانتشار التعليم فيها بصورة واسعة أدى إلى ظهور وعي سياسي ونضوج فكرة التنظيم السياسي"•
ثانيا:الجبهه الشعبية البحرينية
دعت الجبهه الشعبية البحرينية الى إقامة مجلس نيابي منتخب وإلغاء قانون أمن الدولة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين،د الانشطار الطوعي الذي حدث بعد المؤتمر الوطني الثاني للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي والمؤتمر العام الرابع "للحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج العربي"، أعلنت "الحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج العربي - إقليم البحرين" و"الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي-
سأتكلم في تقرير موجز الكتل والجماعات السياسية في البحرين.
قبل ظهور وتبلور الحركات والجماعات السياسية في البحرين والتي تمثلت في ثلاثة تيارات رئيسة: التيار القومي والماركسي والديني والتي ظهرت في الخمسينات من القرن المنصرم، شهد المجتمع البحريني منذ العشرينات عدة تحركات شعبية تحت وطأة استغلال الطبقة المنتجة الأساسية في المجتمع والمتمثلة في طبقة الغواصين والسماكين والبحارة والفلاحين• ففي عام 1923 ظهرت أول محاولة إصلاحية عندما اجتمع عدد من كبار التجار وزعماء القوى القبلية والدينية السنية في مدينة المحرق تحت اسم "المؤتمر الوطني"، وتقدم المجتمعون بلائحة تتضمن عددا من المطالب كان أبرزها انتخاب مجلس شورى من عامة الشعب ورفض التدخل البريطاني في شؤون البلاد الداخلية وتشكيل محكمة تنظر في الدعاوى المتعلقة بالغوص• ولكن لم يستجب الحاكم لهذه المطالب وأمر المقيم السياسي في الخليج أثناء زيارة للبحرين بإبعاد اثنين من ابرز قادة اجتماع المحرق إلى الهند وهما: عبدالوهاب الزياني واحمد بن لاجح وبقيا في الهند حتى توفيا• و يرجع البعض سبب عدم نجاح هذا التحرك إلى كونه يعبر عن مصالح شريحة معينة في الطائفة السنية وأنه لم يستوعب المصالح المشتركة للسنة والشيعة• كذلك فان هذا التحرك عبر عن مصالح كبار التجار والملاكين العقاريين ورجال الدين السنة المرتبطين بالحاكم ولم يعبر عن مصالح الطبقة الفقيرة • وفي 26 مايو عام 1932 انتفض الغواصون ضد مستغليهم وتصدت لهم السلطة بدعم من المستشارCharles Belgrave حيث ألقي القبض على عشرات من الغواصين المتمردين وتعتبر هذه الانتفاضة أول انتفاضة طبقية في تاريخ البحرين الحديث •
في عام 1938 تزعمت البرجوازية الوطنية الحركة الإصلاحية والتي نادت بإصلاح نظام الحكم، وكان من أبرز مطالبها إصلاح الوضع الإداري و تشكيل مجلس تشريعي• ولم يستجب الحاكم لهذه المطلب وأمر Charles Belgrave باعتقال قادة الحركة الإصلاحية وأعلن العمال تضامنهم مع قادة الحركة الإصلاحية حيث أعلنوا الإضراب وتبنوا المطالب الإصلاحية مضيفين إليها مطالب عمالية مثل زيادة الأجور ومساواتهم بالعمال الهنود• وفي عام 1954 تم تأسيس "الهيئة التنفيذية العليا" والتي كان لها دور رئيسي في التحرك الجماهيري الذي شهدته الساحة السياسية في البحرين والذي استمر ثلاث سنوات حيث تمكنت السلطة بعد ذلك من القضاء على هذه الحركة، وظهر من رحم "الهيئة التنفيذية العليا" عدد من التنظيمات السياسية السرية مثل "جبهة التحرير الوطني البحرانية" التي مثلت التيار الماركسي و"حزب البعث العربي الاشتراكي" و"حركة القوميين العرب" التي مثلت التيار القومي، وقد مثلت هذه التنظيمات المعارضة السياسية الرئيسة لنظم الحكم في البحرين حتى الوقت الحاضر• وعلى الرغم من تواجد التيار الديني السني ممثلا في "جماعة الإخوان المسلمين" في البحرين منذ أواخر الأربعينات حيث شكل الفرع المحلي "لجماعة الإخوان المسلمين" في البحرين عام 1948 قوة رمزية شاركت في القتال في حرب فلسطين• إلا أن هذا الاتجاه كان ضعيفا نتيجة المد القومي وسيطرته على الساحة السياسية في البحرين ومهادنة "جماعة الإخوان المسلمين" للسلطة السياسية• أما التيار الديني الشيعي فلم يكن له دور يذكر في الحياة السياسية وتشير الدكتورة منيرة فخرو إلى أن هذا التيار ظهر عام 1973 عندما نجح عدد من ممثلي الكتلة الدينية الشيعية في انتخابات المجلس الوطني، وكانوا يوجهون من قبل أصحاب القرار لمحاربة القوى الوطنية• ولكن بعد الإطاحة بنظام الشاه و انتصار الثورة الإسلامية في إيران ظهرت على الساحة السياسية تنظيمات دينية شيعية تعلن للمرة الأولى معارضة للنظام السياسي في البحرين واستطاعت هذه التنظيمات التي مثلت التيار الديني الشيعي مثل "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" و "حركة أحرار البحرين الإسلامية" استقطاب الجماهير الشيعية خاصة بعد أن رفعت الشعارات الدينية مما وفر لها التأييد من النظام الإسلامي في إيران•
أولا: بدايات الوعي القومي
تعتبر البحرين من أولى إمارات الخليج العربي التي برز فيها الشعور القومي العربي• يدلل على ذلك المفكر أمين الريحاني الذي زار البحرين في العشرينات من القرن الماضي حيث يقول: "في البحرين كما رأيت نهضة سياسية هي قرينة النهضة الأدبية أجل، إن في البحرين من ينشدون الوحدة العربية"• وقد كان لمؤسسات المجتمع المدني، التي ظهرت في وقت مبكر عن طريق انتشار التعليم وتأسيس الأندية الثقافية والروابط الشعبية وظهور الصحافة المحلية دور كبير في تشكل الوعي السياسي من خلال تنمية الثقافة القومية في المجتمع البحريني• ويشير إبراهيم خلف العبيدي إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في البحرين في تنمية الوعي السياسي في المجتمع البحريني بالقول: " إن موجة الشعور القومي التي غمرت البلاد العربية بعد الحرب العالمية الأولى وزادت حدتها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ما لبثت أن وصلت إلى شطآن الخليج فنهضت تتلمس طريقها إلى حياة حرة كريمة وكانت البحرين سباقة في هذا المضمار• فقد برز الشعور القومي في البحرين قبل غيرها من الإمارات الأخرى وذلك لظهور النفط فيها منذ أمد بالنسبة إلى بقية الإمارات، كما أن تأسيس النوادي والجمعيات وظهور الصحافة وانتشار التعليم فيها بصورة واسعة أدى إلى ظهور وعي سياسي ونضوج فكرة التنظيم السياسي"•
ثانيا:الجبهه الشعبية البحرينية
دعت الجبهه الشعبية البحرينية الى إقامة مجلس نيابي منتخب وإلغاء قانون أمن الدولة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين،د الانشطار الطوعي الذي حدث بعد المؤتمر الوطني الثاني للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي والمؤتمر العام الرابع "للحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج العربي"، أعلنت "الحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج العربي - إقليم البحرين" و"الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي-