- الأربعاء مايو 09, 2012 5:17 pm
#51312
روسيا الاتحادية واحدة من القوى الدولية الأساسية على المسرح الدولي, ليس فقط لأنها تعتبر الوارثة الرئيسية للاتحاد السوفيتي السابق, بل لأنها تتوفر على مجموعة من عوامل القدرة التي تؤهلها للقيام بهذا الدور حاليا وفي المستقبل. فمن زاوية عناصر قوة الدولة, تتوفر روسيا على موارد هائلة لم تستغل بعد, وستشكل إذا ما استغلت دافعا رئيسيا لجعلها واحدة من أغنى دول العالم. أما من الناحية الجيوسياسية, فروسيا الاتحادية في حقيقة أمرها هي قلب أوراسيا وجناحاها, وتصدق عليها النظرية الأوراسية، التي تعتبر واحدة من النظريات الجيوسياسية ذات المصداقية العالية, إذ هي تشكل القلب وتقترب جدا من قوس النفط وقوس الأزمات في آن واحد.
وبإضافة الإرث السياسي والإستراتيجي المتحقق لروسيا الاتحادية نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتي السابق, فإن ذلك سيجعل من روسيا الاتحادية إحدى الأطراف الرئيسية على المسرح الدولي.
مرحلة التفكك :
أفرزت مرحلة تفكك الاتحاد السوفيتي فترة بالغة الخطورة والضبابية, وربما الفوضى, على الساحة السياسية الروسية، لأن ما حدث كان هائلا وكبيرا بكل المقاييس, فمن دولة كانت تعد القوة العظمى الموازية للولايات المتحدة وقائدة لحلف عسكري يضم بين ظهرانيه كل دول أوروبا الشرقية الدائرة في فلك الاتحاد السوفيتي السابق, ومن بلد كان يمتلك في حقيقة الأمر أكبر قوة عسكرية تقليدية قادرة على التهديد والفعل في وسط أوروبا بما يقلب معادلة التوازن الإستراتيجي القائمة فيها بعد الحرب العالمية الثانية, ومن ترسانة نووية كانت القوى العظمى الأخرى تحسب لها الحساب, وتسعى إلى تحجيمها بمختلف الذرائع, وجد الشعب الروسي وقيادته بعد تفكك الاتحاد السوفيتي نفسيهما أمام حقائق صارخة ومرة في آن واحد. لا قوات تقليدية ثقيلة في وسط أوروبا, ولا دول في شرق أوروبا تسير في فلك الاتحاد الروسي الجديد, إذ انشقت 14 جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق, وانفصلت لتشكل جمهوريات مستقلة لكل منها أهدافها ومصالحها القومية التي قد تتقاطع في ما بينها حتى تصل إلى مرحلة الحروب, ولم يعد يجمع بينها إلا منظمة فضفاضة ذات نهايات سائبة, تفتقر إلى وحدة النظرة والإرادة والفعل, وهي كومنولث الدول المستقلة. وبالمقابل, وجد الشعب الروسي وقيادته أن الولايات المتحدة الأميركية وكأنها حسمت أمر السيطرة والهيمنة على العالم خدمة لمصالحها الحيوية والقومية, فانطلقت على المسرح الدولي كقطب واحد لا يقف في وجهه أي قطب مقابل، وتصرّفت وكأنها لا تواجه أي تحدّ واعد على الأقل.
وبإضافة الإرث السياسي والإستراتيجي المتحقق لروسيا الاتحادية نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتي السابق, فإن ذلك سيجعل من روسيا الاتحادية إحدى الأطراف الرئيسية على المسرح الدولي.
مرحلة التفكك :
أفرزت مرحلة تفكك الاتحاد السوفيتي فترة بالغة الخطورة والضبابية, وربما الفوضى, على الساحة السياسية الروسية، لأن ما حدث كان هائلا وكبيرا بكل المقاييس, فمن دولة كانت تعد القوة العظمى الموازية للولايات المتحدة وقائدة لحلف عسكري يضم بين ظهرانيه كل دول أوروبا الشرقية الدائرة في فلك الاتحاد السوفيتي السابق, ومن بلد كان يمتلك في حقيقة الأمر أكبر قوة عسكرية تقليدية قادرة على التهديد والفعل في وسط أوروبا بما يقلب معادلة التوازن الإستراتيجي القائمة فيها بعد الحرب العالمية الثانية, ومن ترسانة نووية كانت القوى العظمى الأخرى تحسب لها الحساب, وتسعى إلى تحجيمها بمختلف الذرائع, وجد الشعب الروسي وقيادته بعد تفكك الاتحاد السوفيتي نفسيهما أمام حقائق صارخة ومرة في آن واحد. لا قوات تقليدية ثقيلة في وسط أوروبا, ولا دول في شرق أوروبا تسير في فلك الاتحاد الروسي الجديد, إذ انشقت 14 جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق, وانفصلت لتشكل جمهوريات مستقلة لكل منها أهدافها ومصالحها القومية التي قد تتقاطع في ما بينها حتى تصل إلى مرحلة الحروب, ولم يعد يجمع بينها إلا منظمة فضفاضة ذات نهايات سائبة, تفتقر إلى وحدة النظرة والإرادة والفعل, وهي كومنولث الدول المستقلة. وبالمقابل, وجد الشعب الروسي وقيادته أن الولايات المتحدة الأميركية وكأنها حسمت أمر السيطرة والهيمنة على العالم خدمة لمصالحها الحيوية والقومية, فانطلقت على المسرح الدولي كقطب واحد لا يقف في وجهه أي قطب مقابل، وتصرّفت وكأنها لا تواجه أي تحدّ واعد على الأقل.