منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#52368
أقر خبير فرنسي في الشؤون الدولية أن عددا من الدول الناشئة في العالم وخصوصا في قارة آسيا شرعت في إحداث توازن تجاري واقتصادي مع الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه تغيير جغرافية وموازين القوى خلال العقد المقبل.

وأكد الدكتور ألان غريش الكاتب والمتخصص في الشؤون الدولية وقضايا منطقة الشرق الأوسط في صحيفة "ليموند دبلومانيك" الفرنسية الدولية، خلال المحاضرة التي قدمها تحت عنوان"العلاقات الدولية على مشارف عصر جديد" في المعهد الدبلوماسي أمس في الرياض، أن الميزانين التجاري الاقتصاد الصيني والهندي تعادلا مع الاقتصاد الأمريكي العام الماضي، وهذا حصل قبل الأزمة الاقتصادية الحالية.

وأضاف "سيصبح حجم الميزان التجاري لدول الجنوب أو الدول التي كانت تسمى بدول العالم الثالث في عام 2025 نحو 60 في المائة من الاقتصاد العالمي". ورغم ذلك توقع الخبير الفرنسي في المحاضرة التي أدارها الدكتور أسعد الشملان المشرف على مركز الدراسات الأوروبية، أن تظل الولايات المتحدة ورغم ما تواجه من أزمات اقتصادية وسياسية خلال الـ 20 عاما المقبلة هي الدولة المهيمنة في العالم، مستدلا بأن ما تخصصه ميزانية الجيش الأمريكي وحده مثلا يعادل ميزانيات جيوش دول العالم مجتمعة.

وأفاد "إن العلاقات الاقتصادية بين الدول لا يمكنها أن تلغي أو تخفف اندفاع الدول للدفاع عن مصالحها الأساسية، حتى لو دخلت في علاقات اقتصادية مع دول أخرى، حيث لا تزال كثير من الدول في العالم قادرة على الدفاع عن مصالحها وحقوقها رغم ارتباط كثير منها بعلاقات اقتصادية مع أمريكا مثلا.

ويرى الدكتور غريش، أن دول كروسيا والصين وغيرهما لم تعد تدافع عن أيديولوجيتها بالمفهوم الشامل كما كان الحال في الاتحاد السوفياتي وأمريكا قبل أكثر من 20 عاما، وهذا حال كثير من الدول التي انعدم لديها هذا المفهوم الأيديلوجي بالنظرة السابقة، مضيفا أن المفهوم الحالي للأيديولوجية لدى هذه الدول هي تركيزها على مصالحها الوطنية والقومية والدفاع عنها، حيث ترى أن ذلك هو الأيديولوجية الأساسية لها، وبالتالي فان لكل دولة مصالحها الخاصة التي تدافع عنها.

وأشار الكاتب والمتخصص في الشؤون الدولية وقضايا منطقة الشرق الأوسط إلى أن التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط خلال الـ 30 عاما المقبلة سيزيد من الصراعات الأيديولوجية. ويتوقع أنه وبحلول عام 2050 سيزيد عدد اللاجئين البيئيين بسبب صراعات دولية على الأراضي لتوفير الأمن الغذائي والمائي لشعوبها، وهذه الصراعات غير الإيديولوجية قد تكون من أهم المشكلات التي ستواجهها كثير من دول العالم، موضحا أن العالم سيتجه إلى تعدد الثقافات مما يسهم في تعدد الأقطاب ويساعد على تواجد الصراعات وهذا أحد الأمور السلبية التي يمكن أن تحدث، ومن حيث إيجابية هذا التعدد نشوء التعاون الجماعي بين الدول والشعوب لتحقيق العدالة والمصالح المشتركة.