منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#57773
علم الكلام و فلسفه الدين الاسلامى:
معنى الكلام:
لغة: الكلام هو اللفظ الدال على معنى.
اصطلاحاً: النظر العقلي في أمر العقائد الدينية يقول ابن خلدون: (هو العلم الذي يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية)(1)يقول الأيحي (والكلام علم يقتدر معه إثبات العقائد الإيمانية بإيراد الحجج ودفع الشبة)(2).
سبب تسميه بعلم الكلام:وذكر الأيحي أربعة أقسام هي:
أ) إن الكلام (الجدل) هو أداة هذا العلم كما أن المنطق هو أداة علم الفلسفة أو بتعبيره "لأنه إزاء المنطق للفلسفة".
ب) لأن أبوابه عنونت أولاً الكلام في كذا.
ج) لأن مسألة كلام الله تعالى (القرآن) أشهر أجزائه حتى كثر فيه التشاجر والسفك فغلب عليه.
د) لأنه يولد قدرة على الكلام في الشرعيات مع الخصم(3).
تعدد أسماء العلم:وتعددت أسماء هذا العلم تبعاً لتعدد الجهات المنظور إليه منها فأطلق عليه بالإضافة إلى علم الكلام، علم أصول الدين وعلم النظر والاستدلال وسماه أبو حنيفة الفقه الأكبر، ويقول التهانوي "علم الكلام، ويسمى بأصول الدين أيضاً، وسماه أبو حنيفة رحمه الله تعالى بالفقه الأكبر.
والاسم الذي اختاره هو علم التوحيد لأنه يشكل أحد المفاهيم القرآنية الكلية التي تفسر العلاقة بين محاور الوجود (الله تعالى، الإنسان، الكون) بالإضافة إلى مفهومي الاستخلاف والتسخير. يقول التهاوي "ويسمى بعلم النظر والاستدلال أيضاً ويسمى بعلم التوحيد والصفات".(1)
ويقول التفتزاني "العلم المتعلق بالأحكام الفرعية أو العلمية يسمى بعلم الأحكام، وبالأحكام الأصلية أي الاعتقادية تسمى علم التوحيد والصفات".(2)
علاقة علم الكلام بالفلسفة: يذهب بعض الباحثين إلى أن هناك خلافاً منهجياً بين الكلام والفلسفة، فالمتكلم يسلم أو لا يسلم بفروض ميتافيزيقية ثم يحاول إقامة الأدلة على صحتها. أما الفيلسوف فإنه لا يسلم فروض عند البداية ثم يحاول التوصل إلى النتائج فمثلاً (المتكلم يسلم أولاً بوجود الله ثم يحاول إقامة الأدلة على وجوده أما الفيلسوف فإنه لا يسلم بشئ عند البداية ثم يحاول البرهنة على وجود الله).(3)
ويقرب أحمد أمين الفكرة السابقة بالمقارنة بين القاضي الذي يبدأ باتخاذ موقف محايد ثم يتبع الأدلة حتى يصل إلى براءة أو تجريم المتهم، والمحامي الذي ينطلق من البداية من مسلمة وهي براءة المتهم.
غير أن هذا القول – فيما نرى- يضمر تصوراً غير صحيح للفلسفة وهو وجوب أن لا تنطلق في البداية من الميتافيزيقا بينما أي مذهب فلسفي إنما ينطلق من فروض مسلم بها دون أن تكون قابلة للإثبات أو النفي بالتجربة والاختبار العلميين أي فروض ميتافيزيقية، بهذا المعنى.
فعلم الكلام هو فلسفة إسلامية بمعنى أنه يتخذ العقائد الدينية التي جاء بها الإسلام بمثابة مسلمات أولى ينطلق منها كما يدل تعريفه، وبالتالي فهو أحد قطاعات الفلسفة الإسلامية دون نفي الفلسفة الإسلامية التي وضعها الفلاسفة العرب والمسلمون (الكندي، الفارابي، ابن سينا)، والتي اختارت منهجاً مغايراً وهو الانطلاق من مقولات الفلسفة اليونانية ،ثم محاولة تطويرها لتتلاءم مع العقيدة الإسلامية، لأن هؤلاء الفلاسفة عنوا بالدفاع عن الدين الإسلامي في وجه عقائد ومذاهب وأديان اتخذت من الفلسفة والمنطق اليونانيين كأدوات للدفاع عنها، أي أنهم انطلقوا مما هو مسلم عند هذه العقائد والمذاهب ( الفلسفة والمنطق اليونانيين) ليصلوا به إلى ما هو مسلم لديهم (الدين الإسلامي) تقول د. زينب الخضيري (سمي أستاذنا د. يحي (هويدي) هذه الفلسفة التي ازدهرت بالعلوم الفقهية والكلامية وعلم أصول الدين بفلسفة الإسلام لأنها تقوم على القرآن وفلسفته).