منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By علي المالكي ١٠١
#58782
في زمان كان.. وفي مكان وزمان يحكى عن جحا أنه ذهب
الى الهند يوما للسياحة والاسترخاء من عناء الزوجة والأولاد
وفي اثناء زيارته الى السوق الرئيسي
وهو يسير متأملا عجائب هذا البلد العجيب
باحثا عن تلك الطرائف والنوادر التي طالما سمع عنها
وكيف أنها تفوق طرائفه ومقالبه تشويقا واثارة
وجد الناس تتكالب على شراء مادة حمراء مطحونة مسحوقة
ولفت نظره ان اهل البد يشترون كميات قليلة منه.
فحدث نفسه قائلا :لولا ان هذه المادة غير مهمة لما تكاثر الناس على شرائها بهذه الكثافة !!!!!
فسأل عنها فأخبروه بانها للأكل وتسمى ((الفلفل))
وأنها لذيذة مع الاكل وتفتح الشهية ...الخ
فقرر شراء كمية منه دون ان يكلف نفسه عناء السؤال
عن طبيعته وكيف يستخدم؟ومتى يستخدم؟
والكمية المناسبة للاستخدام؟الخ..!!
وذهب بفلفه الى الفندق حيث يقيم ..وفتح الكيس الكبير الذي اشتراه
..وبدأ في الأكل..!! في البداية كان للفلفل طعم جيد فتاكد من
مصداقية ما ذكروه.. وبدأ في الاكل بشراهة.. وبدأت الحقائق تعلن عن نفسها..
وبدأت الحرارة في الكشف عن وجهها الاخر..
وبدأ فمه يشتعل..والحرارة ترتفع اكثر فاكثر ..
ومع هذه الحرارة وهذا اللهيب المتصاعد من منافذ جسمه كله..
بدأت الدموع تتساقط دون ان يشعر..
ثم بدأت تتساقط الدموع وهو يشعر..
ثم بدأ بالبكاء ..ثم بالصياح بصوت منخفض..
ثم بصوت مرتفع..ثم اكثر فاكثر!!!!! ..
سمعه جيرانه والعاملون بالفندق ..
وطرقو عليه الباب فلما لم يفتح لهم كسرو الباب..
فوجدوه على حالته تلك وهو مستمر في التهام الفلفل لا يتوقف ولا
يتوانى..
طلبوا منه أن يتوقف فلم يستجيب اليهم ..
وتسامع أهل الحي..والمارة..واهل المدينة..
وقد اشرف جحا على الهلاك وهو مستمر في سف الفلفل !!!!!..
فساله المحافظ:ما اسمك؟
قال :جحا
ماذا تفعل؟؟؟؟؟
قال:آآآآكل الفلفل.
ألا ترى ماذا اصابك؟
قال :بلى
ألا تشعر الحرارة تلهب فمك ومعدتك؟
قال : بلى
اراض عن الحالة التي انت عليها؟
قال :بل اكاد أنفجر من الألم والقهر
فلماذا تاكل؟
قال :لانني الآآآن لا آكل الفلفل..!!
ولكني آآكل أموالي التي دفعتها ثمن الفلفل..!