منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#59084
البحرين ورئاسة الألكسو ... سلسلة فى حلقات النجاح الحكومى
---
ليست مصادفة أن تفوز مملكة البحرين برئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لمّا حققته من نجاحات مشهودة وانجازات جديدة فى المجالات التربوية والعلمية والثقافية، فضلا عن دورها المهم واداءها المتميز خلال الفترة الماضية، والتى تولت فيها مسئولية رئاسة المؤتمر العام للمنظمة والمجلس التنفيذي معاً ولمدة سنتين متواليتين، بما انعكس بصورة إيجابية على برامج وأعمال المنظمة خلال الفتره المذكورة، فقد حرصت المنظمة على استكمال هذا الدور من خلال اختيار لدكتور عبدالله يوسف المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم والمناهج بالإجماع وبتزكية جميع الدول الأعضاء بالمنظمة لتولى رئاسة المجلس التنفيذى الذى يتولى إدارة تنفيذ قرارات المؤتمر العام للمنظمة، وكذلك تنفيذ البرامج والأنشطة والخطط والميزانيات، ومراقبة عملها في مجالات التربية والثقافة والعلوم في الدول العربية.
وغنى عن البيان أن هذا الفوز يعكس إلى اى مدى نجحت المملكة بعد ما مرت بها من احداث مؤسفة استمرت تداعياتها على اوضاع البلاد وشئون مواطنيها، ان تحقق انجازات فى المجالات موضع اهتمام المنظمة بفضل سياسات الحكومة البحرينية برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة صاحب الرؤية المستنيرة. ففى مجال التعليم، نجحت المملكة فى توفير التعليم للجميع مجاناً للمرحلتين الأساسية والثانوية، إلى جانب إلزاميته حتى المرحلة الأساسية، بالإضافة إلى حصولها على نتائج مشرفة في تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو، وجهودها في تضمين مبادئ حقوق الإنسان في المناهج الدراسية، فضلا انجاز العديد من المشروعات مثل مشروع تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي، ومشروع خدمة المجتمع بالتعليم الثانوي، ومشروع تحسين أداء المدارس الذي تم تعميمه على جميع المدارس هذا العام، ومشروع تحسين الزمن المدرسي بالمرحلة الثانوية، بالإضافة إلى انشاء العديد من المراكز مثل مركز رعاية الطلبة الموهوبين ومركز التميز للتعليم الفني والمهن، والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وفى المجال العلمى، اولت المملكة اهتماما كبيرا بالمجال العلمى برز جليا فى العديد من المؤشرات، منها: انشاء أمانة للبحث العلمى تابعة لجامعة البحرين منذ العام 1995، تقوم على دعم البحث العلمي واستقطاب الشركات والمؤسسات العالمية لشراء البحوث العلمية إضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث التعاقدية التي تنفذها الجامعة، زيادة موازنة البحث العلمى فى الموازنة العامة للدولة، وهو ما يعكس مستوى التقدم العلمي للبحرين وحرصها على أن تكون المعلومة والمعرفة طريقاً تهتدي فيه للتخطيط ورسم مستقبل مدروس للأجيال المقبلة وبما يسهم في تحسين مستوى خدمات الدولة العامة، اخذا فى الحسبان ان البحرين من اوائل الدول العربية التي عرفت التعليم النظامي وتحديدا عام 1919، وستحتفل بمرور 100 عام على انطلاق عجلة التعليم قريباً. هذا فضلا عن سعى الحكومة من أجل تنفيذ عدد من المقترحات، أبرزها: تأسيس هيئة لتمويل البحوث وتنسيق وإدارة المنح لمشروعات البحث والتطوير الموجهة إلى قطاع الأعمال، إنشاء مجلس للتنسيق الإبداعي يعمل مع الجهات الحكومية والقطاع الصناعي على وضع مقاييس الابتكار، العمل على شجيع التعاون بين المؤسسات الأكاديمية و القطاع الصناعي في مجال البحث و التطوير، وتخصيص ما نسبته 3% من العائدات المادية للجامعات الخاصة لدعم مشروعات البحث العلمي و تحفيزها. وفى المجال الثقافى، يعتبر حصول المملكة على لقب عاصمة الثقافة العربية للعام 2012م، دليلا قاطعا على النهضة الثقافية والحضارية التى حققتها المملكة خلال الفترة الماضية، يعززها فى ذلك ما تحمله أرضها من إرثٍ حضاريٍ غنيٍ بالتوجهات الثقافية والفكرية، والتنمية الملحوظة على مستوى الاهتمام بالآثار والتراث والفنون بجميع فتراتها الزمنية.
خلاصة القول أن نجاح المملكة فى رئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة الالكسو ما هو إلا مؤشر على صحة التوجه ونضج التجربة وكامل الرؤية التى تنتهجها الحكومة البحرينية فى بناء الدولة العصرية التى تحقق طموحات مواطنيها وتحمى مقدرات الاجيال القادمة.