منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By معجب شري
#59090
لم يكن أدولف هتلر رجلا عاديا كي تلفه عجلة الزمن ..
وتنثره وراءها غبارا تضيع آثاره في أرجاء الكون الفسيح ..
وليس أدولف هتلر ملكا للشعب الألماني وحده ..
إنه واحد من العظماء القلائل ..
الذين كادوا يوقفون سير التاريخ ويبدلون اتجاهه ويغيرون شكل العالم ..
فهو إذا ملك التاريخ ..
ولكن هتلر الجندي لم يخلف وراءه سوى أسطورة يشوبها واقع هوة المأساة بعينها ..
مأساة دولة انهارت أحلامها ..
ونظام حكم تقوضت دعائمه وحزب تفرقت أركانه ..
فهتلر رجل العقيدة قد خلف تراثا فكريا هيهات أن يبلى ..
هذا التراث الذي يشمل السياسة والإجتماع والعلم والحرب كعلم وفن ..
ولد أدولف هتلر في مساء 2 / أبريل - نيسان - / 1889 م ..
في قرية نمساوية صغيرة تسمى ( لبرونو ) ..
وكان أبوه ( ألويس هتلر ) يعمل موظف جمارك ..
وكان ذا مسلك مثالي - كما يصفه هتلر - ..
أما والدته كلارا فقد كانت إبنة لأحد المزارعين ..
في السادسة من عمره دخل في مدارس التعليم الحكومية ..
و حصل على درجات عالية أثناء دراسته في المراحل الأولى ..
إلا أن مستواه الدراسي هبط في المراحل الأخيرة من التعليم العام ..
يقول هتلر عن نفسه :
( في علاقاتي مع رفاقي بدأت أفكاري الشخصية تطبع تصرفاتي بطابع خاص ..
وعلى الرغم من حداثة سني ، رحت أفكر في المستقبل ..
فما استهوتني مهنة و لا حرفة ..
وما راودني قط ميل إلى السير على منوال والدي ..
فقد بدت لي الوظيفة وكأنها حبل يشد المرء دائما إلى أسفل ..
وخيل لي في كل مرة كنت أحاول إقناع رفاقي بما يبدو لي صوابا ..
بأنني خلقت محرضا وقائد )
وكان هتلر في أوقات فراغه يغزو مكتبة والده ..
ويتصفح كتب التاريخ والمجلات المصورة ..
فوقعت بيده ذات يوم مجلة صدرت في العام 1870م ..
وكان فيها وصف أخاذ للحرب بين روسيا و فرنسا ..
فكان هذا التقرير بداية لسلسلة من الأفكار والتساؤلات التي هاجمت هتلر ..
أين كان ألمان النمسا في تلك الحرب ؟
ولم تأخر والدي و سائر النمساوييين عن السير في موكب النصر ؟
وهل ثمة فرق بين الألمان الذين هزموا فرنسا ونابليون الثالث وبين ألمان النمسا ؟
تساؤلات كثيرة أرقت هتلر ** و شدت من عزيمته للبدء بالتغيير ..
ورأب الصدع القائم بين ألمانيا الأم و النمسا المنشقة ..
فكان هذا هدفه الأول رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد !!