- الخميس إبريل 25, 2013 10:21 am
#60907
استئناف الحياة الإسلامية و العمل السياسي
استئناف الحياة الإسلامية هو عودتها بعد انقطاع، واستخدمت كلمة استئناف ولم تستخدم كلمة إيجاد وذلك للإيحاء بأن الحياة الإسلامية كانت موجودة ولكنها انقطعت ونحن بصدد استئنافها.
ولم نقل استئناف قيام الدولة الإسلامية أو الحكم الإسلامي، لأن هناك فرقاً بين الدولة والحياة عندما يكون أي منهما غاية، فالحياة الإسلامية هي حياة بكل معاني الحياة من عقائد وأنظمة وأفكار ومشاعر، فهي حياة انقطعت وتحتاج إلى استئناف، واستئنافها يعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً، في دار للإسلام تحكم بأحكام الإسلام ويعيش المسلمون فيها بأمان الإسلام، ويكون حكم الإسلام فيها شاملاً لكل مناحي الحياة، بحيث تكون جميع شئون الحياة مسيرة وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر في هذه الحياة هي الحلال والحرام، فتنضبط حياة الناس وأذواقهم وأفكارهم ومشاعرهم بالإسلام ليس غير.
أما الدولة فهي الطريقة الشرعية لاستئناف هذه الحياة الإسلامية، فهي (أي الحياة الإسلامية) لا يمكن أن تستأنف وتوجد من جديد إلا بكيان سياسي تنفيذي يقوم على أساس العقيدة الإسلامية، ويطبق أحكام الإسلام عملياً في الواقع، وهذا الكيان هو الدولة.
ولم تجعل الدولة هي الغاية، بل جعلت الغاية هي استئناف الحياة الإسلامية، ذلك أن الدولة طريقة لتحقيق الغاية كما قلنا، والأمر الآخر كيلا يفهم أن الغاية هي مجرد أخذ الحكم، ذلك لأن أخذ الحكم يختلف عن إقامة دولة واستئناف الحياة الإسلامية بها، فالحكم يمكن أن يحصل إن كانت الحياة الإسلامية موجودة واعتراها بعض الانحراف، أو طرأ عليها بعض التغيير، ويمكن أن يحصل أيضاً إن كان غاية في حد ذاته ولم يكن طريقة. أما والحياة الإسلامية غير موجودة فإن العمل ينصب على إعادتها وذلك بإقامة الدولة وهذا يعني العمل وفق طريقة الإسلام لإقامة الدولة الإسلامية كما فعل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
أما العمل السياسي، فإن السياسة بمعناها البسيط المدرك هي الرعاية، بمعنى أن من يرعى الخيل فإنه يرعاه بقصد رعايته والحفاظ عليه، ومن أجل هذا القصد يقوم برعايته، ومن يقوم على رعاية ولده فإنه يربيه وينصحه ويؤدبه.
والعمل لا يوصف بأنه سياسي ما لم يكن فيه رعاية، وعلى الأساس الذي تقوم عليه الرعاية يكون وصف العمل السياسي.
والإسلام بكونه منهجا أنزله الله تعالى للبشر، فإنه أحكام عملية جاءت لترعى شئون الناس أي جاءت لتكون واقعاً عملياً يعيشه الناس ويتعاملون فيه على أساس الإسلام، ولذا فإن أحكام الإسلام ليست أحكاماً نظرية، أو فلسفات خيالية، تدرس وتفهم ولكن لا يمكن أن تطبق.
فأحكام المعاملات والعقوبات والجهاد والمعاهدات والاجتماع مثلا هي أحكام عملية طبقت ويمكن تطبيقها في أي زمان وأي مكان.
والإسلام إن كان في الحكم تكون السياسة فيه تطبيق أحكامه عمليا عن طريق الدولة التي تباشر تنفيذ الإسلام في الداخل وتحمله دعوة إلى العالم في الخارج، وتقيم علاقاتها مع سائر الدول على أساس هذا المبدأ.
والإسلام إن لم يكن في الحكم، فإنه يعمل (بضم الياء) لإعادته بالأعمال السياسية وهي الأعمال التي ترعى شئون الأمة على أساس الإسلام.
وتتجلى الأعمال السياسية في الثقافة الإسلامية التي تثقف بها الأمة لصهرها بالإسلام، وتنقيتها من العقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة. كما تتجلى الأعمال السياسية في الصراع الفكري الذي يكون مع أفكار الكفر وأنظمته. كما تتجلى الأعمال السياسية في الكفاح السياسي الذي يكون في مصارعة الدول الكافرة لإزالة نفوذهم من بلاد المسلمين، والقضاء على جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية التي سيطرت على البلاد والعباد. وكذلك من العمل السياسي أيضاً مقارعة الحكام وكشف عمالاتهم، وحكمهم بالكفر في بلاد المسلمين.
هذا هو العمل السياسي الذي يقام به في كتلة حسب طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، من أجل استئناف الحياة الإسلامية وذلك بإقامة دولة الخلافة، التي تجعل الإسلام واقعاً عملياً يعيشه الناس ويرونه رأي العين وينعمون بوجوده. فالسياسي عندما يتصدر لمثل هذا العمل العظيم فإنه يجعل الإسلام أمام عينه، فلا يقبل فكرا ولا رأيا ولا معالجة ما لم تكن مبنية على العقيدة الإسلامية أو منبثقة عنها. وهو عندما يقوم بعمله في الأمة فإنه يربط الأحداث والمشاكل بالإسلام وذلك بإنزال الحكم الشرعي عليها لتبيان كيفية معالجتها ولبيان فساد ما يطبق عليها من أفكار وأنظمة ومعالجات الكفر.
إن السياسة هم يعتري النفس فيجعلها تحترق وهي ترى الواقع سيئا وتدرك أن لديها علاجه. والسياسي الذي يحسن الرعاية هو الذي يعرف كيف يربط بين ما يحمله من معالجات وبين الواقع الذي يعيش فيه، فينزل المعالجة على الواقع إنزالا منضبطا، فيلفت الأنظار لها، فيوعي العقول على فساد الواقع، ويكون بذلك قد رعى بحق شئون أمته على أساس الإسلام.
يحضرني مثال رائع عن كيفية الربط، وكيف أن السياسي إن كان جادا فإنه لا يفوت فرصة إلا وتحدث بلسان المبدأ، وتصرف بشخصية القائد، وتميز باهتمام الراعي، فانظروا معي في هذا المثال وتدبروه:
أخرج ابن عساكر، عن الشعبي قال: كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب أن رسلاً أتتني من قبلك، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير! تخرج مثل أذان الحمير، ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ الأبيض، ثم تصير مثل الزمرد الأخضر، ثم تصير مثل الياقوت الأحمر، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم، وزادا للمسافر، فإن لم تكن رسلي صدقتني، فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة، فكتب إليه عمر أن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا: وهي التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى وقال لها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) .
لله درك يا عمر، لقد سأل قيصر يستخبر عن هذه النخلة التي حدثه رسله الذين زاروا المدينة عنها، ووصفوا ثمرها له، فاستعجب من وصفهم وأرسل لعمر يسأل عنها، وكان يكفي عمر أن يقول له إنها النخلة وهي كذا وكذا وسأرسل لك من ثمرها. ولكنه استغل هذه الفرصة وهي فرصة اهتمام قيصر وشغفه، ليحمل له الدعوة ويخبره أنها هي شجرة مريم عليها السلام والدة المسيح عليه السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، فضرب له في نفس الوقت عقيدته القائلة بتأليه عيسى، مستغلا سؤاله عن النخلة وشغفه بها، جاعلا من النخلة بابا لحوار عقائدي قد يؤدي إلى اهتداء قيصر لدين الحق. هكذا يكون السياسي الذي يرعى شئون الناس على أساس الإسلام.
أما الذي يرعى شئون الناس لمصلحة يترقبها، أو لمنصب يسعى إليه، فإنه وإن رعى شئون الناس فعلا فإن رعايته ستكون عاجزة لكونها ليست على أساس الإسلام المنهج الرباني الحق، ناهيك عن أنها مرتبطة بالمصلحة، ولذلك فهو يبحث عن المصلحة قبل الرعاية، فأينما تكون مصلحته يمارس رعايته.
إن الإسلام نعمة عظيمة، ومهما تناولناه من أي جانب فلن نوفيه حقه، ألا ترى يا أخي أن الإسلام عندما يجعل القصد من رعاية الشئون رضوان الله تعالى، فإنه بذلك ضمن للأمة أن سياسييها سيرعونها بحق حسب منهج الله تعالى، وهم بذلك لا يرجون منها ثوابا ولا نظيرا.
لذا فإن العمل السياسي مرتبط باستئناف الحياة الإسلامية من حيث كونه ممارسة عملية لرعاية الشئون على أساس الإسلام، وهو يحقق للأمة تصورا تراه في الأفق للحياة الإسلامية، وذلك من كثرة إنزال المعالجات من قبل السياسيين العاملين فيها على الواقع، فيكون ذلك مدعاة لتحركها نحو هذه الحياة الإسلامية.
استئناف الحياة الإسلامية هو عودتها بعد انقطاع، واستخدمت كلمة استئناف ولم تستخدم كلمة إيجاد وذلك للإيحاء بأن الحياة الإسلامية كانت موجودة ولكنها انقطعت ونحن بصدد استئنافها.
ولم نقل استئناف قيام الدولة الإسلامية أو الحكم الإسلامي، لأن هناك فرقاً بين الدولة والحياة عندما يكون أي منهما غاية، فالحياة الإسلامية هي حياة بكل معاني الحياة من عقائد وأنظمة وأفكار ومشاعر، فهي حياة انقطعت وتحتاج إلى استئناف، واستئنافها يعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً، في دار للإسلام تحكم بأحكام الإسلام ويعيش المسلمون فيها بأمان الإسلام، ويكون حكم الإسلام فيها شاملاً لكل مناحي الحياة، بحيث تكون جميع شئون الحياة مسيرة وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر في هذه الحياة هي الحلال والحرام، فتنضبط حياة الناس وأذواقهم وأفكارهم ومشاعرهم بالإسلام ليس غير.
أما الدولة فهي الطريقة الشرعية لاستئناف هذه الحياة الإسلامية، فهي (أي الحياة الإسلامية) لا يمكن أن تستأنف وتوجد من جديد إلا بكيان سياسي تنفيذي يقوم على أساس العقيدة الإسلامية، ويطبق أحكام الإسلام عملياً في الواقع، وهذا الكيان هو الدولة.
ولم تجعل الدولة هي الغاية، بل جعلت الغاية هي استئناف الحياة الإسلامية، ذلك أن الدولة طريقة لتحقيق الغاية كما قلنا، والأمر الآخر كيلا يفهم أن الغاية هي مجرد أخذ الحكم، ذلك لأن أخذ الحكم يختلف عن إقامة دولة واستئناف الحياة الإسلامية بها، فالحكم يمكن أن يحصل إن كانت الحياة الإسلامية موجودة واعتراها بعض الانحراف، أو طرأ عليها بعض التغيير، ويمكن أن يحصل أيضاً إن كان غاية في حد ذاته ولم يكن طريقة. أما والحياة الإسلامية غير موجودة فإن العمل ينصب على إعادتها وذلك بإقامة الدولة وهذا يعني العمل وفق طريقة الإسلام لإقامة الدولة الإسلامية كما فعل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
أما العمل السياسي، فإن السياسة بمعناها البسيط المدرك هي الرعاية، بمعنى أن من يرعى الخيل فإنه يرعاه بقصد رعايته والحفاظ عليه، ومن أجل هذا القصد يقوم برعايته، ومن يقوم على رعاية ولده فإنه يربيه وينصحه ويؤدبه.
والعمل لا يوصف بأنه سياسي ما لم يكن فيه رعاية، وعلى الأساس الذي تقوم عليه الرعاية يكون وصف العمل السياسي.
والإسلام بكونه منهجا أنزله الله تعالى للبشر، فإنه أحكام عملية جاءت لترعى شئون الناس أي جاءت لتكون واقعاً عملياً يعيشه الناس ويتعاملون فيه على أساس الإسلام، ولذا فإن أحكام الإسلام ليست أحكاماً نظرية، أو فلسفات خيالية، تدرس وتفهم ولكن لا يمكن أن تطبق.
فأحكام المعاملات والعقوبات والجهاد والمعاهدات والاجتماع مثلا هي أحكام عملية طبقت ويمكن تطبيقها في أي زمان وأي مكان.
والإسلام إن كان في الحكم تكون السياسة فيه تطبيق أحكامه عمليا عن طريق الدولة التي تباشر تنفيذ الإسلام في الداخل وتحمله دعوة إلى العالم في الخارج، وتقيم علاقاتها مع سائر الدول على أساس هذا المبدأ.
والإسلام إن لم يكن في الحكم، فإنه يعمل (بضم الياء) لإعادته بالأعمال السياسية وهي الأعمال التي ترعى شئون الأمة على أساس الإسلام.
وتتجلى الأعمال السياسية في الثقافة الإسلامية التي تثقف بها الأمة لصهرها بالإسلام، وتنقيتها من العقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة. كما تتجلى الأعمال السياسية في الصراع الفكري الذي يكون مع أفكار الكفر وأنظمته. كما تتجلى الأعمال السياسية في الكفاح السياسي الذي يكون في مصارعة الدول الكافرة لإزالة نفوذهم من بلاد المسلمين، والقضاء على جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية التي سيطرت على البلاد والعباد. وكذلك من العمل السياسي أيضاً مقارعة الحكام وكشف عمالاتهم، وحكمهم بالكفر في بلاد المسلمين.
هذا هو العمل السياسي الذي يقام به في كتلة حسب طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، من أجل استئناف الحياة الإسلامية وذلك بإقامة دولة الخلافة، التي تجعل الإسلام واقعاً عملياً يعيشه الناس ويرونه رأي العين وينعمون بوجوده. فالسياسي عندما يتصدر لمثل هذا العمل العظيم فإنه يجعل الإسلام أمام عينه، فلا يقبل فكرا ولا رأيا ولا معالجة ما لم تكن مبنية على العقيدة الإسلامية أو منبثقة عنها. وهو عندما يقوم بعمله في الأمة فإنه يربط الأحداث والمشاكل بالإسلام وذلك بإنزال الحكم الشرعي عليها لتبيان كيفية معالجتها ولبيان فساد ما يطبق عليها من أفكار وأنظمة ومعالجات الكفر.
إن السياسة هم يعتري النفس فيجعلها تحترق وهي ترى الواقع سيئا وتدرك أن لديها علاجه. والسياسي الذي يحسن الرعاية هو الذي يعرف كيف يربط بين ما يحمله من معالجات وبين الواقع الذي يعيش فيه، فينزل المعالجة على الواقع إنزالا منضبطا، فيلفت الأنظار لها، فيوعي العقول على فساد الواقع، ويكون بذلك قد رعى بحق شئون أمته على أساس الإسلام.
يحضرني مثال رائع عن كيفية الربط، وكيف أن السياسي إن كان جادا فإنه لا يفوت فرصة إلا وتحدث بلسان المبدأ، وتصرف بشخصية القائد، وتميز باهتمام الراعي، فانظروا معي في هذا المثال وتدبروه:
أخرج ابن عساكر، عن الشعبي قال: كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب أن رسلاً أتتني من قبلك، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير! تخرج مثل أذان الحمير، ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ الأبيض، ثم تصير مثل الزمرد الأخضر، ثم تصير مثل الياقوت الأحمر، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم، وزادا للمسافر، فإن لم تكن رسلي صدقتني، فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة، فكتب إليه عمر أن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا: وهي التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى وقال لها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) .
لله درك يا عمر، لقد سأل قيصر يستخبر عن هذه النخلة التي حدثه رسله الذين زاروا المدينة عنها، ووصفوا ثمرها له، فاستعجب من وصفهم وأرسل لعمر يسأل عنها، وكان يكفي عمر أن يقول له إنها النخلة وهي كذا وكذا وسأرسل لك من ثمرها. ولكنه استغل هذه الفرصة وهي فرصة اهتمام قيصر وشغفه، ليحمل له الدعوة ويخبره أنها هي شجرة مريم عليها السلام والدة المسيح عليه السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، فضرب له في نفس الوقت عقيدته القائلة بتأليه عيسى، مستغلا سؤاله عن النخلة وشغفه بها، جاعلا من النخلة بابا لحوار عقائدي قد يؤدي إلى اهتداء قيصر لدين الحق. هكذا يكون السياسي الذي يرعى شئون الناس على أساس الإسلام.
أما الذي يرعى شئون الناس لمصلحة يترقبها، أو لمنصب يسعى إليه، فإنه وإن رعى شئون الناس فعلا فإن رعايته ستكون عاجزة لكونها ليست على أساس الإسلام المنهج الرباني الحق، ناهيك عن أنها مرتبطة بالمصلحة، ولذلك فهو يبحث عن المصلحة قبل الرعاية، فأينما تكون مصلحته يمارس رعايته.
إن الإسلام نعمة عظيمة، ومهما تناولناه من أي جانب فلن نوفيه حقه، ألا ترى يا أخي أن الإسلام عندما يجعل القصد من رعاية الشئون رضوان الله تعالى، فإنه بذلك ضمن للأمة أن سياسييها سيرعونها بحق حسب منهج الله تعالى، وهم بذلك لا يرجون منها ثوابا ولا نظيرا.
لذا فإن العمل السياسي مرتبط باستئناف الحياة الإسلامية من حيث كونه ممارسة عملية لرعاية الشئون على أساس الإسلام، وهو يحقق للأمة تصورا تراه في الأفق للحياة الإسلامية، وذلك من كثرة إنزال المعالجات من قبل السياسيين العاملين فيها على الواقع، فيكون ذلك مدعاة لتحركها نحو هذه الحياة الإسلامية.