منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#63882
الطفولة والحرب. ذاكرة مستمرة… – بقلم عدنان أحمد

الحديث عن التأثير الذي يصيب الأطفال من الحروب سواء كانوا في قلب الحدث أم متأثرين عبر المشاهدة او التأثير الغير مباشر اجتماعياً، لكن تجارب الآباء والأمهات مع هؤلاء الأطفال هو التحدي الذي يؤرق الأسر…

ة قد يكون من السهل أن نقول للآباء والأمهات: لاتتركوا أطفالكم يرون مشاهد القتل والدمار في نشرات الأخبار، لكن ماذا نقول لمن يعيشون التجربة ؟ ماذا تقول الأم لطفلها عندما يرتج بيتها من القصف، وينهار البيت المجاور ويموت زملاء وأصدقاء أطفالها الذين يسألون عنهم.. يبدو أن الواقع أكثر تعقيدًا من كل نظريات التحليل في مثل هذه الحالات لا يصبح هم الآباء والأمهات حماية الأطفال من مشاهد العنف والموت، بل حمايتهم من الموت نفسه، الحالات يمكن تقسيمها الى حالتين من الأسهل الى الأصعب : 1- الأطفال في المناطق الغير متعايشة مع الحرب بشكل مباشر فقط متأثرة عبر الأخبار التي تسيطر على الجو العام للبلد أو عن طريق الأخبار . وهنا لابد أن لايترك الطفل لوحده متابعاً لصور وأخبار الحرب . وفي حال الحديث أمامه لابد أن يتم أيصال الوضع بشكل صحيح اليه وطمأنته بأنه بخير . وفي مأمن 2- الأطفال في المناطق المعرضة للحرب والمتعايشة بشكل يومي مع القصف ومناظر القتل والترويع وهنا نحن أمام حالتين : 1- أسرة قادرة على تأمين المكان الأمن لأبنائها من خلال لجوئها الى منظمات أو ملاجأ او هي تعيش في منطقة مؤمنة نوعاً ما من القصف المباشر . وهنا لابد من التماسك قدر الامكان من الابوين لوضع الطفل في حالة نفسية بأنه بخير وبمأمن 2- أسرة لا تملك سوى هم الحفاظ على أبنائها وهنا لايمكن أن يطلب من العائلة بأن تتعامل مع الطفل ضمن الظروف الاستثنائية لتأمين السلامة النفسية . والسلامة العامة مهددة . في الحالة الثانية ليس أمامنا سوا التعامل المتأخر مع الأطفال مباشرة بعد انتهاء وتوقف الحرب وفي أي فرصة سانحة لأن تناول الموضوع ووضع الطفل في برنامج نفسي قد تساعده لدرجة كبيرة . وقد تحول تلك الاثار السلبية الى اثار ايجابية . وتبقي الحالة الأصعب والأكثر ايلاماً وصعوبة وهو الطفل المتعرض لصدمة . مثل اصابة و فقدان قريب او صديق او حدوث حالة اعتداء جسدي امامه او هو متعرض لمثل هذا الفعل او متعرض لإعاقة دائمة . التعامل مع هذه الحالات تحت منظمات مختصة . لابد ان يتم التهيئة لها منذ الان لدخولها الى أماكن الصراع . فور اتاحة الفرصة . من هذا الفرز الأولي لحالات التأثير بالحرب وتبعاتها بدأت منظمات وجهات كثيرة بالاهتمام بهذا الأمر . لكن من متابعة عن قرب لبعض المشاريع التي تطرح ( لتاريخ اليوم فقط بالكلام ) . كل المشاريع التي تطرح وتطبق حالياً .هي مشاريع لاترقى .لان يكون مشروع وطن . لان حجم الضرر الواقع على الأطفال واعدادهم كبير جداً ويحتاج الى مشاريع تقوم بها منظمات مختصة تساعد في تهيئة الكوادر النفسية والطبية والتربوية . واعادة فرز الحالات وتأمين مشافي ومدارس وجمعيات . تعيد تأهيل هؤلاء الأطفال . . هذه المشاريع تختلف عن باقي المشاريع لانها غير استثمارية ..فتجد أن غالبية المشاريع التي تطرح هي مشاريع فردية يقترحها بعض المتطوعين . مثل المشروع التي طرحته الفنانة / لويز عبدالكريم ولم تجد لتاريخ اليوم ممول لمشروعها الخدمي للأطفال . او مثل المشروع الذي اقترحته نجدة ناو . أو بعض الشباب الذين قاموا ببعض المشاريع في المخيمات السوريا في تركيا والاردن . . هذه المشاريع لن تقوى منظمة واحدة على حمل الحمل كله .لكن لابد من البدء فيه في اقل ما هناك تأهيل الكوادر وتدريبها وتطبيق التجربة على الأطفال الموجودين في المخيمات . ومن أجل هذه الأرواح أرجوا التضامن الفعلي لدعم المشاريع الصغيرة .التي يقوم بها ويقترحها بعض الشخصيات السورية الناشطة . في المخيمات وفي مناطق تواجد سوريين ..مثل هذه المشاريع بميزانياتها الصغيرة التي يقوى عليها مجموعة افراد متوسطي الدخل .خير من عشرات المؤتمرات لفتح دكاكين سياسة جديدة . ووفقاً لهذا سيكون ملف الطفولة وانتهاكات حقوق الأطفال والأعتداء عليهم نفسياً جسدياً اجتماعياً .اهم الملفات المتناولة ضمن العمل الميداني والحقوقي الى روح كل الشهداء الاطفال . الى كل الأطفال الجرحى . المصابين المشردين المهجرين . الى كل طفل تأذى . لكم حقوق علينا ما حيينا . . عدنان أحمد