منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#64260
مثلها مثل كل العـلوم المتداخلة تشهد تطبيقات علوم الجغرافيا السياسية والجيـوبوليتيـك تشابكاً والتباسات تبدأ من معنى المصطلحين بدلالتهما اللسانية باللغات الاجنبية.

ليضاف الى هذا اللبس الدلالي لبس الترجمات ومعها اللبس الناجم عن إساءة استعمال المصطلحين والخلط بينهما حتى من قبل السياسيين والمتخصصين. وهو خلط يبرره غياب التعريفات التفريقية بين المصطلحين حتى في الموسوعات السياسية الكبرى. اذ ان علم السياسة حاضر في المصطلحين وهو بحد ذاته مصطلح غامض لان السياسة رفضت التحول الى علم لتبقى مجموعة مهارات يحتفظ بها ابناء المهنة كأسرار.

فكان ان استعيض عن علم السياسة بتخليق فروع سياسية ضمن حلقات العلوم الانسانية. حيث تفرعت اختصاصات السيكولوجيا السياسية وعلم الاجتماع السياسي والاقتصاد السياسي والانثروبولوجيا الثقافية – السياسية وغيرها من الفروع.

كما يمتد الغموض الى المصطلحين الاضافيين وهما “جـيو Geo” و”جغـرافيا Geography” حيث تترجم الكلمة اليونانية “جـيو” بصورة مجتزأة الى “أرض” فيما تمتد دلالتها اليونانية الى “أحـوال الارض” بما يتخطى مفهوم الارض الثابتة الراسخة أو الجامدة.
أما الكلمة المعربة “جغـرافيا” فهي تفقد دلالاتها او تكاد لو نحن تجاهلنا العودة الى الزمن التاريخي. حيث شهد التاريخ اكبر الكوارث الجيوبوليتيكية والجغرافية – السياسية على حد سواء من خلال ما عرف بمعاهدة فرسـاي التي انهت الحرب العالمية الاولى.

وهي اشترطت جراحات جغرافية وحشية يرى خبراء الجيوبوليتيك بانها سبب نشوب الحرب العالمية الثانية. بل ويذهب بعضهم لاعتبار حروب ما بعد تلك الحرب في اوروبا والشرق الاوسط نتائج لتلك الاتفاقية وملاحقها. ومنها ملحق اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بلاد الشام التاريخي وأفسحت المجال لقيام دولة اسرائيل في قلب بلاد الشام. ولعل التفريق المختصر بين هذين العلمين يكمن بالقول بـ “أن الجغرافيا السياسية تتعاطى مع الواقع وتنهمك به بينما يكرس الجيوبوليتيك جهده للاهداف المستقبلية”.