By عبدالله الهويدي36336 - الأحد ديسمبر 01, 2013 10:27 pm
- الأحد ديسمبر 01, 2013 10:27 pm
#67017
في أحد قصور الطائف العامرة وقبل ستين عاما مضت ولد طفل لم يكن أحد يعلم أنه سيكون شريكاً وعنصرا حاضراً في أهم أحدث العالم سخونة , وممثلاً للمملكة العربية السعودية في العديد من المواقف السياسية الخارجية منذ شوال لعام 1395 هجري عبر ثمانية وثلاثين سنة من العمل الدبلوماسي الجاد أي أن فترة عمله توازي نصف عمر السعودية بعد التوحيد على يد الملك المؤسس رحمة الله.
وقفت كثيراً أتأمل تاريخ هذه العقلية الفذة وما تحمله من الذكاء والدهاء وربما يعلم الكثير أن الأمير يجيد ما يقارب تسع لغات يتحدث أربعة منها بكل طلاقه , ولا أكشف سراً حين أقول أنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي أفنى كل عمره لربط وطنه بأوطان العالم بروابط الحب والصداقة والتعاون المشترك من خلال عمله كوزير للخارجية.
دعوني أجول أنا وأنتم في غابات هذا الأمير الغناءة وأكشف لكم بعض ما لا يعرفه العامة ومنها أنه يتغيب عن مكتبه بالأشهر دون أن يحضر إليه!! نعم فهذه حقيقة!! والجواب بكل بساطه لأنه لا يجد وقتاً يكفيه لقضاء العمل خلف مكتبه فهو في عمل مستمر بين بلاد العالم وليت بعض المسؤولين يعلمون هذه الحقيقة وهي أن الجلوس خلف مكاتبهم ليست هي المهمة الأساسية وإنما الأهم هو الإنتاج.
ومن جهة أخرى يظن البعض أن البساطة هي أن تكون فقيراً وهذا غير صحيح بل البساطة والتواضع أن تكون غنياً وثرياً وذا جاه ومنصب كبير وتجلس لتتناول الطعام مع حرساك الشخصيين , كما فعل الأمير في أحد فنادق محافظ جدة وشاهده حينها الكثير.
وكما للسياسة دهاليز مظلمة فهناك من يجيد المشي بكل ثقة وسط الظلام ولا شك أن أحدهم هو سعود الفيصل الذي تعلم لغة ليس ليتحدث بها!! وإنما ليعرف ماذا يسمع! وهي اللغة العبرية التي رغم كونه ملماً بها إلا أنه يستخدم ذلك في السماع فقط دون التحدث بها ولا غرابة أن يفعلها أبن الفيصل فذاك الشبل من ذاك الأسد حتى قال عنه وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق (كولن لوثر باول) ذات يوم إن سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهود بمفرده , وفي ذات مرة خلع سماعة الأذن الخاصة بالترجمة حين تحدث وفد يهودي وعندما سؤال قال مبتسماً بأنه لا يبدي أي اهتماما (بحركة دهاء لا توصف).
يؤمن هذا الرجل بأن كل دقيقة فاتت بلا عمال هي إهدار لقيمة عمل ثمين ما! كان يمكن الاستفادة منه , حتى خلت القنوات الفضائية والمجلات والصحف وكذلك الإنترنت من صورة للأمير إلا وهي صورة عمل وإنجاز وجد واجتهاد وغالبيتها في المؤتمرات والاحتفالات أو الاجتماعات والحوارات الصحيفة ومن العجيب أنه في وقت يهرب النوم فيه من البعض لطوال استغراقهم فيه , إلا أن النوم نفسه يتوسل للأمير جاهداً ليقضي بعض الوقت معه حيث عرف عنه قلت النوم بشكل ملحوظ حتى في الرحلات الطويلة التي تصل إلى 14 ساعة وإن فعلها فتكون لساعة واحدة فقط تزيد أو تنقص قليلاً.
وكما عُرف عن الدبلوماسية أنها حزمة من الأكاذيب والنفاق إلا أن أحد مستشاري الرئيس الروسي السابق (بوتين) قال إن الفيصل يتحدث بكل وضوح وشفافية ليجعل من أمامه يتساءل كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق! وربما أن ذلك هو أحد أسرار نجاحه وبقائه لما يقارب أربعين عاماً.
وربما أن الجانب الإنساني يكشف بعض خفايا هذه الشخصية حيث عفا فوراً على من حاولوا الاعتداء عليه وقتله بتحريض من الرئيس الليبي معمر القذافي وذلك بعد تمكن الحراس الشخصيين من القبض عليهم وحين السؤال عن عفوه المباشر دون محاسبتهم , قال بأنها مجرد محاولة لإيذائي وفشلت "فأطلقوهم" ومن الغريب أنه حين تم إطلاقهم بالفعل بنفس المكان تلفظوا عليه وهم يغادرون الموقع بكلمات بذيئة ليتم احتجازهم من جديد , فغادر الأمير المكان وهو يؤكد على إطلاقهم ولم يسأل حتى عما قالوه.
وقال الراحل ورئيس العراق السابق صدام حسين - رحمة الله - لو كان عندي مثل الفيصل لحكمت العالم وسُئل مرة من هو الرجل الذي تخشاه فقال سعود الفيصل , وأضاف صدام مردفاً بأن الفيصل استطاع في حرب إيران جعل العالم معي وحينما دخلت الكويت جعل العالم ضدي وكل ذلك في مؤتمر واحد.
لن يسعفني مقال واحد لكتابة جل ما يدور حول وزير خارجيتنا - راعاه الله - فهناك الكثير مما لم يتم تسليط الضوء حوله وربما هذه الجرعة من المعلومات تكفي لنعرف ولو جزء من حقيقة أقدم ساسة العالم دهاء ويحق لنا الفخر بأن يكون أحد أبناء هذا الوطن العظيم.
بقلم : نايف بن صالح الفيصل
كاتب صحيفة حائل الإلكترونية
تعليقات 10 | إهداء 0 | زيارات 3017
وقفت كثيراً أتأمل تاريخ هذه العقلية الفذة وما تحمله من الذكاء والدهاء وربما يعلم الكثير أن الأمير يجيد ما يقارب تسع لغات يتحدث أربعة منها بكل طلاقه , ولا أكشف سراً حين أقول أنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي أفنى كل عمره لربط وطنه بأوطان العالم بروابط الحب والصداقة والتعاون المشترك من خلال عمله كوزير للخارجية.
دعوني أجول أنا وأنتم في غابات هذا الأمير الغناءة وأكشف لكم بعض ما لا يعرفه العامة ومنها أنه يتغيب عن مكتبه بالأشهر دون أن يحضر إليه!! نعم فهذه حقيقة!! والجواب بكل بساطه لأنه لا يجد وقتاً يكفيه لقضاء العمل خلف مكتبه فهو في عمل مستمر بين بلاد العالم وليت بعض المسؤولين يعلمون هذه الحقيقة وهي أن الجلوس خلف مكاتبهم ليست هي المهمة الأساسية وإنما الأهم هو الإنتاج.
ومن جهة أخرى يظن البعض أن البساطة هي أن تكون فقيراً وهذا غير صحيح بل البساطة والتواضع أن تكون غنياً وثرياً وذا جاه ومنصب كبير وتجلس لتتناول الطعام مع حرساك الشخصيين , كما فعل الأمير في أحد فنادق محافظ جدة وشاهده حينها الكثير.
وكما للسياسة دهاليز مظلمة فهناك من يجيد المشي بكل ثقة وسط الظلام ولا شك أن أحدهم هو سعود الفيصل الذي تعلم لغة ليس ليتحدث بها!! وإنما ليعرف ماذا يسمع! وهي اللغة العبرية التي رغم كونه ملماً بها إلا أنه يستخدم ذلك في السماع فقط دون التحدث بها ولا غرابة أن يفعلها أبن الفيصل فذاك الشبل من ذاك الأسد حتى قال عنه وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق (كولن لوثر باول) ذات يوم إن سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهود بمفرده , وفي ذات مرة خلع سماعة الأذن الخاصة بالترجمة حين تحدث وفد يهودي وعندما سؤال قال مبتسماً بأنه لا يبدي أي اهتماما (بحركة دهاء لا توصف).
يؤمن هذا الرجل بأن كل دقيقة فاتت بلا عمال هي إهدار لقيمة عمل ثمين ما! كان يمكن الاستفادة منه , حتى خلت القنوات الفضائية والمجلات والصحف وكذلك الإنترنت من صورة للأمير إلا وهي صورة عمل وإنجاز وجد واجتهاد وغالبيتها في المؤتمرات والاحتفالات أو الاجتماعات والحوارات الصحيفة ومن العجيب أنه في وقت يهرب النوم فيه من البعض لطوال استغراقهم فيه , إلا أن النوم نفسه يتوسل للأمير جاهداً ليقضي بعض الوقت معه حيث عرف عنه قلت النوم بشكل ملحوظ حتى في الرحلات الطويلة التي تصل إلى 14 ساعة وإن فعلها فتكون لساعة واحدة فقط تزيد أو تنقص قليلاً.
وكما عُرف عن الدبلوماسية أنها حزمة من الأكاذيب والنفاق إلا أن أحد مستشاري الرئيس الروسي السابق (بوتين) قال إن الفيصل يتحدث بكل وضوح وشفافية ليجعل من أمامه يتساءل كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق! وربما أن ذلك هو أحد أسرار نجاحه وبقائه لما يقارب أربعين عاماً.
وربما أن الجانب الإنساني يكشف بعض خفايا هذه الشخصية حيث عفا فوراً على من حاولوا الاعتداء عليه وقتله بتحريض من الرئيس الليبي معمر القذافي وذلك بعد تمكن الحراس الشخصيين من القبض عليهم وحين السؤال عن عفوه المباشر دون محاسبتهم , قال بأنها مجرد محاولة لإيذائي وفشلت "فأطلقوهم" ومن الغريب أنه حين تم إطلاقهم بالفعل بنفس المكان تلفظوا عليه وهم يغادرون الموقع بكلمات بذيئة ليتم احتجازهم من جديد , فغادر الأمير المكان وهو يؤكد على إطلاقهم ولم يسأل حتى عما قالوه.
وقال الراحل ورئيس العراق السابق صدام حسين - رحمة الله - لو كان عندي مثل الفيصل لحكمت العالم وسُئل مرة من هو الرجل الذي تخشاه فقال سعود الفيصل , وأضاف صدام مردفاً بأن الفيصل استطاع في حرب إيران جعل العالم معي وحينما دخلت الكويت جعل العالم ضدي وكل ذلك في مؤتمر واحد.
لن يسعفني مقال واحد لكتابة جل ما يدور حول وزير خارجيتنا - راعاه الله - فهناك الكثير مما لم يتم تسليط الضوء حوله وربما هذه الجرعة من المعلومات تكفي لنعرف ولو جزء من حقيقة أقدم ساسة العالم دهاء ويحق لنا الفخر بأن يكون أحد أبناء هذا الوطن العظيم.
بقلم : نايف بن صالح الفيصل
كاتب صحيفة حائل الإلكترونية
تعليقات 10 | إهداء 0 | زيارات 3017