- الاثنين مايو 25, 2009 4:10 am
#19299
عبد الله إبراهيم الكعيد
بكل أمانة أقول إنني لم أهتم بقضايا الأمن الفكري إلاّ بعد متابعتي لجهود عميد كلية المعلمين بالرياض الدكتور علي العفنان الذي كانت لهُ في هذا الشأن جهود تٌذكر فتشكر وقد أسعدني الحظ بحضور دورتين من دورات عديدة تبنّاها هذا الرجل الوطني بحق، فقد كان الدكتور العفنان يُصر على أن تُعقد لقاءات الأمن الفكري في بداياتها في المكان الصح للشريحة الصح، فقد عقدت اللقاءات في المكان (الكليّة) الذي تُصاغ فيه مفاهيم ومعارف المُعلمين (الشريحة) أولئك الذين ستمر عبر قنواتهم الأفكار لتصب في أذهان النشء ومن هُنا تبدأ المسيرة سواء في اتجاه شواطئ الحياة السويّة والبناء أو تجاه الهاوية والدمار وقد كتبت عن الجهود المبذولة في هذا الشأن آنذاك. اليوم رأيت المشروع وقد اشتدّ عوده وأنتج أُولى ثماره المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي عُقد في رحاب جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض الأسبوع الفارط من شهر يونيو 2009م.
منذ انطلاق الشرارة الأولى للإرهاب في بلادنا التي أشعلها من كان يحلم بزعزعة أمن الوطن ليقودها إلى الفوضى ومن ثم مرحلة التوحش وبالتالي الاستيلاء على الحُكم لإقامة خلافة بمقاييس وحشيّة تمسخ الإنسان السويّ لوحشٍ يكره الحياة ويُمجّد الموت، والعقلاء يُطالبون بتوازي مسار المواجهة الأمنية مع مسار فكري يوقف على الأقل حشد مزيد من الأتباع لأولئك الوحوش وقطع دابر خطابهم المُهيج للعواطف الهشّة التي كانت تتعاطف مع فكر القاعدة وزبانيتها ولم يأخذ أحد تلك المُطالبة على محمل الجد آنذاك حتى كشفت الأحداث عن حقائق صادمة بأن نجاحات الأجهزة الأمنية في تعقب تلك الفئة المجرمة والقضاء عليها تُثلم مع كل بيان تُصدره وزارة الداخلية يضم قوائم بأسماء وصور شباب مُسخت عقولهم فأصبحوا كالبهائم تتوجه أينما يوجهها الراعي.
اليوم معيار القضية يسير بخطوطٍ مستقيمة تجاه الحلول الصائبة وأصبح التعاطي مع حكاية الإرهاب يتم تحت الشمس لا في الأقبية والغرف المُغلقة وهذا هو ما كان يجب أن يتم منذ البداية، أقول قولي هذا وأنا أنقل توصية واحدة من (12) توصية خرج بها المشاركون في المؤتمر، تنص التوصية الرابعة على:
" السعي لنشر فقه الائتلاف وفقه الاختلاف والتبصير به كسنّة اجتماعية في حياة الأمم والشعوب عبر تطبيق الآليات التالية: عقد حلقات نقاش وورش عمل تدريبيّة خاصة بالطلاب والطالبات في مستويات التعليم المختلفة، وإعداد وتنفيذ محاضرات وندوات وتفعيل دور المذياع والتلفاز والوسائط الإلكترونية"
ألا ترون معي بأنه رأي صائب شريطة حُسن اختيار المعلمين الذين سيُكلفون بالمهمّة لأن هُناك البعض منهم لازال يحقن أذهان التلاميذ بما يُعكّر صفو الأمن الفكري وكأنك يا بو زيد ما غزيت.
جريدة الرياض
بكل أمانة أقول إنني لم أهتم بقضايا الأمن الفكري إلاّ بعد متابعتي لجهود عميد كلية المعلمين بالرياض الدكتور علي العفنان الذي كانت لهُ في هذا الشأن جهود تٌذكر فتشكر وقد أسعدني الحظ بحضور دورتين من دورات عديدة تبنّاها هذا الرجل الوطني بحق، فقد كان الدكتور العفنان يُصر على أن تُعقد لقاءات الأمن الفكري في بداياتها في المكان الصح للشريحة الصح، فقد عقدت اللقاءات في المكان (الكليّة) الذي تُصاغ فيه مفاهيم ومعارف المُعلمين (الشريحة) أولئك الذين ستمر عبر قنواتهم الأفكار لتصب في أذهان النشء ومن هُنا تبدأ المسيرة سواء في اتجاه شواطئ الحياة السويّة والبناء أو تجاه الهاوية والدمار وقد كتبت عن الجهود المبذولة في هذا الشأن آنذاك. اليوم رأيت المشروع وقد اشتدّ عوده وأنتج أُولى ثماره المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي عُقد في رحاب جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض الأسبوع الفارط من شهر يونيو 2009م.
منذ انطلاق الشرارة الأولى للإرهاب في بلادنا التي أشعلها من كان يحلم بزعزعة أمن الوطن ليقودها إلى الفوضى ومن ثم مرحلة التوحش وبالتالي الاستيلاء على الحُكم لإقامة خلافة بمقاييس وحشيّة تمسخ الإنسان السويّ لوحشٍ يكره الحياة ويُمجّد الموت، والعقلاء يُطالبون بتوازي مسار المواجهة الأمنية مع مسار فكري يوقف على الأقل حشد مزيد من الأتباع لأولئك الوحوش وقطع دابر خطابهم المُهيج للعواطف الهشّة التي كانت تتعاطف مع فكر القاعدة وزبانيتها ولم يأخذ أحد تلك المُطالبة على محمل الجد آنذاك حتى كشفت الأحداث عن حقائق صادمة بأن نجاحات الأجهزة الأمنية في تعقب تلك الفئة المجرمة والقضاء عليها تُثلم مع كل بيان تُصدره وزارة الداخلية يضم قوائم بأسماء وصور شباب مُسخت عقولهم فأصبحوا كالبهائم تتوجه أينما يوجهها الراعي.
اليوم معيار القضية يسير بخطوطٍ مستقيمة تجاه الحلول الصائبة وأصبح التعاطي مع حكاية الإرهاب يتم تحت الشمس لا في الأقبية والغرف المُغلقة وهذا هو ما كان يجب أن يتم منذ البداية، أقول قولي هذا وأنا أنقل توصية واحدة من (12) توصية خرج بها المشاركون في المؤتمر، تنص التوصية الرابعة على:
" السعي لنشر فقه الائتلاف وفقه الاختلاف والتبصير به كسنّة اجتماعية في حياة الأمم والشعوب عبر تطبيق الآليات التالية: عقد حلقات نقاش وورش عمل تدريبيّة خاصة بالطلاب والطالبات في مستويات التعليم المختلفة، وإعداد وتنفيذ محاضرات وندوات وتفعيل دور المذياع والتلفاز والوسائط الإلكترونية"
ألا ترون معي بأنه رأي صائب شريطة حُسن اختيار المعلمين الذين سيُكلفون بالمهمّة لأن هُناك البعض منهم لازال يحقن أذهان التلاميذ بما يُعكّر صفو الأمن الفكري وكأنك يا بو زيد ما غزيت.
جريدة الرياض