منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#23945
جميله بو حريد
المرأة التي صفق لها العالم طويلاً محبة واعتزازاً وتقديراً، هي المرأة التى سيركع التاريخ تحت قدميها إجلالاً وإنصاتاً، هي الشخصية التي اختارها التاريخ لتكون بين أبرز خمس شخصيات سياسية طبعت القرن العشرين· هي ليست مجرد اسم رنان في التاريخ العربي الجزائري، إنها رمز مضيء من رموز الكرامة العربية والحرية الإنسانية

ولدت جميلة بو حيرد وترعرعت في عائلة متوسطة الحال. وقد تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية، لكنها سرعان ما انضمت لحركة المقاومة السرية عن طريق شقيقها. وكانت آنذاك فتاة باهرة الجمال وجريئة للغاية.

والمعلومات حول دورها – على الرغم من أهميته – في ثورة التحرير الجزائرية تتكون في معظمها من سطور قليلة متناثرة هنا وهناك. ولربما يكون من السهل جداً على المرء أن يعثر على مصادر معلومات غزيرة ومفصلة عن الكثير من رفاق جميلة في النضال ممن لعبوا أدواراً أقل أهمية من دورها. وذلك في النتيجة يثير العديد من التساؤلات عن الأسباب والدوافع، وخصوصاً أنه لا تكاد مدينة أو بلدة عربية تخلو من شارع أو مدرسة يحملان اسم هذه المناضلة.


تعتبر محاكمة البطلة المناضلة من أشهر المحاكمات

فقصة المناضلة الجزائرية (جميلة بو حريد) واحدة من مليون قصة لشهداء ثورة الجزائر
وهي قصة لا تقل في بطولتها عما قدمه المليون شهيد لكنها بما احتوته من مآس
وصمود ترتفع الى مستوى الرمز لتعبر عن كفاح الجزائر وتصبح مثلا
على التضحية من أجل الاستقلال

وكان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل
في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (ياسيف السعدي)
الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن مائة الف فرنك ثمنا لرأسه
وفي أحد الايام كانت جميلة متوجهة (لياسيف السعدي) برسالة جديدة
لكنها احست ان ثمة من يراقبها؟ فحاولت الهروب غير ان جنود الاحتلال طاردوها
وأطلقوا عليها الرصاصات التي استقرت احداها في كتفها الايسر
وحاولت المناضلة الاستمرار في الانفلات غير انها سقطت بجسدها النحيل الجريح

وافاقت في المستشفى العسكري حيث كانت محاولة الاستجواب الاولى
لإجبارها على الإفصاح عن مكان (ياسيف السعدي) غير انها تمسكت بموقفها
فادخلها جنود الاحتلال في نوبة تعذيب استمرت سبعة عشر يوما متواصلة
وصلت الى حد ان اوصل جنود الاحتلال التيار الكهربائي بجميع انحاء جسدها
حيث لم يحتمل الجسد النحيل المزيد واصيب بنزيف استمر خمسة عشر يوما

لكن لسان جميلة بوحريد وجسدها كان اقوى من كل محاولات معذبيها بعدها

انتقلت (جميلة) لسجن (بار بدوس) اشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث
حيث بدأت نوبات اخرى من التعذيب استمرت احدى جلساتها الى ثماني عشرة متواصلة

ثم بعدها السماح لها بوجود تحقيق رسمي حيث حضر هذاالتحقيق
المحامي الفرنسي (ميسو قرجيه) الذي قال لجميلة بمجرد توليه الدفاع عنها
(لست وحدك,, فكل شرفاء العالم معك)
ورغم ان القاضي المشرف على التحقيق
رفض منحه ساعة واحدة للجلوس معها للاطلاع على ملابسات القضية
ولم يستجب الا بعد ان هدد بالانسحاب من القضية وايدت (جميلة)
التهديد بأنها لن تجيب عن اية اسئلة في غير وجود محاميها
واستمر التحقيق معها قرابة الشهر

بدأت المحكمة يوم 11 (يوليو 1957 بعد انتهاء التحقيق وبعد ان رفض عديد
من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عن (جميلة بوحديد)
لرفض المحكمة اطلاعهم على ملف القضية ولرفضها ايضا
استبعاد التحقيقات التي اخذت خلال جلسات التعذيب
ودامت المحاكمة أيام عديدة وكان الحكم هو إعدامها

وقد خرجت صرخة جميلة من قاعة المحكمة الى ارجاء العالم
فقد ثار العالم من اجمل جميلة ولم تكن الدول العربية وحدها
هي التي شاركت في ابعاد هذا المصير المؤلم عن جميلة
فقد انهالت على (داج همرشولد) السكرتير العام للامم المتحدة وقتها
البطاقات من كل مكان في العالم,, تقول: (انقذ جميلة) ,, (انقذ جميلة)

وتمر ايام قليلة ويتقهقر الاستعمار الفرنسي ويعلن السفاح (لاكوست) انه طلب
من رئيس جمهورية فرنسا وقتئذ العفو عن جميلة ثم يتبجح ويقول
(ما من امرأة اعدمت على أرض فرنسية منذ خمسين عاما) وكانت (جميلة)
رغم ذلك على بضع خطوات من حتفها وقد تعمدوا اخفاء موعد اعدامها

لكن ارادة الشعوب كانت هي الاقوى
والابقى فوق ارادة الظلم الاستعمار ولم يتم اعدام جميلة بو حريد
كما حكمت المحكمة الظالمة وقد أظهر الله نصره على المحتلين
صورة العضو الرمزية
By حمد القباني
#24174
طرح رائع وفي انتضار جديدك
#24316
ماشاء الله ..

راح تكون قدوه لي بـ قوتهآ وتمسكهآ بـ رأيها .. وامانتها !

كنت آسمع عنهآ .. وكنت حآبه آعرف ايش قصتهآ ..

يعطيك العآفيه ..
#24331

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع ،،، :cheese:
وأحـــــــــــب أضيـــــــــــــف بعض المعلــــــــــــــــومات عنـــــــــــها :

وعلى الصعيد السياسي، وبعد خسائر بشرية باهظة للجانبين، تم في مايو 1962 توقيع اتفاقيات إيفيان وإعلان استقلال الجزائر. وكانت فرنسا قد بدأت قبل أشهر، ومع تقدم سير المفاوضات، بإطلاق سراح الأسرى الجزائريين تدريجياً. وعندما أطلق سراح جميلة، تزوجت بعد أشهر من محاميها الذي أشهر إسلامه واتخذ اسم منصور.

بعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين، قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. وهي ما تزال تعيش في العاصمة الفرنسية حتى الآن، متوارية عن الأنظار. لكن المرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني.