- الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 11:12 pm
#30708
قد لا تزال كثير من الشركات الغربية تتحسر على ماضيها التي كانت فيه تعمل في مستعمرات العالم الإسلامي، وتنهب المواد الخام وفق امتيازات احتكارية منحها الاستعمار. ومن هذا المنطلق يفسر إدوارد سعيد منطق دراسات الاستشراق نفسها. فالمستشرق هو باحث يذهب إلى بلاد الشرق ليدرسها، ولم يحدث أن تم هذا فقط من خلال دراسته لكتب الشرق. بل كان على الباحث الغربي أن ينتقل بنفسه إلى البلاد الشرقية. وغالباً ما كان ذلك يتم أثناء حملات الغزو مثل حملة نابليون على مصر. ولهذا كان المستشرقون يكتشفون الكتب الشرقية ويحققونها. مما يدل على أن درسهم للشرق كان يتم داخل المواقع والبلدان ذاتها. وهذا كان في أغلب الحالات يستدعي الاستناد إلى قوة عسكرية ومدد تمويني ولوجيستي كبير، يوفر للمستشرق الغربي فرصة القيام بعمله طوال فترة زمنية ليست بالقصيرة. وهذا يعني أن الاستشراق والاستعمار صنوان.
لم يقصد إدوارد سعيد أن كل جهود الاستشراق كانت تهدف إلى الاستعمار، ولكنه يؤكد أن دوافعه الأولى كانت استعمارية، ويقول أن طريقة عمله نشأت في أحضان مؤسسة الاستعمار، وأن جزءا لا يستهان به من نتائج الاستشراق كانت أيضاً استعمارية الهدف، نظراً لكونها استعمارية المنشأ.
كان هناك بالطبع بعض النتائج الإيجابية التي نجمت عن الاستشراق، ولم تكن في جوهرها استعمارية. لكن إدوارد سعيد يرى أن هذه النتائج لم تكن مقصودة لذاتها، بل هي في أحسن الحالات، جاءت لغرض إحراز السبق في البحث العلمي في مجال الدراسات الشرقية البكر، وهو ما كان يؤهل المستشرق أو الباحث الغربي لأن يصبح صاحب مشورة، يعتد بها لدى صانعي القرار الغربيين، الذين كان جل همهم تخطيط الحملات الجيوستراتيجية على الشرق.
قد لا تزال كثير من الشركات الغربية تتحسر على ماضيها التي كانت فيه تعمل في مستعمرات العالم الإسلامي، وتنهب المواد الخام وفق امتيازات احتكارية منحها الاستعمار. ومن هذا المنطلق يفسر إدوارد سعيد منطق دراسات الاستشراق نفسها. فالمستشرق هو باحث يذهب إلى بلاد الشرق ليدرسها، ولم يحدث أن تم هذا فقط من خلال دراسته لكتب الشرق. بل كان على الباحث الغربي أن ينتقل بنفسه إلى البلاد الشرقية. وغالباً ما كان ذلك يتم أثناء حملات الغزو مثل حملة نابليون على مصر. ولهذا كان المستشرقون يكتشفون الكتب الشرقية ويحققونها. مما يدل على أن درسهم للشرق كان يتم داخل المواقع والبلدان ذاتها. وهذا كان في أغلب الحالات يستدعي الاستناد إلى قوة عسكرية ومدد تمويني ولوجيستي كبير، يوفر للمستشرق الغربي فرصة القيام بعمله طوال فترة زمنية ليست بالقصيرة. وهذا يعني أن الاستشراق والاستعمار صنوان.
لم يقصد إدوارد سعيد أن كل جهود الاستشراق كانت تهدف إلى الاستعمار، ولكنه يؤكد أن دوافعه الأولى كانت استعمارية، ويقول أن طريقة عمله نشأت في أحضان مؤسسة الاستعمار، وأن جزءا لا يستهان به من نتائج الاستشراق كانت أيضاً استعمارية الهدف، نظراً لكونها استعمارية المنشأ.
كان هناك بالطبع بعض النتائج الإيجابية التي نجمت عن الاستشراق، ولم تكن في جوهرها استعمارية. لكن إدوارد سعيد يرى أن هذه النتائج لم تكن مقصودة لذاتها، بل هي في أحسن الحالات، جاءت لغرض إحراز السبق في البحث العلمي في مجال الدراسات الشرقية البكر، وهو ما كان يؤهل المستشرق أو الباحث الغربي لأن يصبح صاحب مشورة، يعتد بها لدى صانعي القرار الغربيين، الذين كان جل همهم تخطيط الحملات الجيوستراتيجية على الشرق.